انتقد الرئيس السوري بشار الأسد، الدور الدولي والإقليمي حيال الأزمة في بلاده، قائلا إن سوريا تواجه حربا خارجية وليس أزمة داخلية، وأكّد الأسد في خطاب أمام مجلس الشعب في بداية دورته التشريعية الأولى إن ما تواجهه سوريا التي تعيش انتفاضة مستمرة منذ أكثر من عام، هو مشروع فتنة أداتها الإرهاب، وأن طريقة مواجهة الحرب الخارجية يختلف عن مواجهة الأزمة الداخلية وأنّ ذلك يجب أن يكون مفهوما. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب له في مجلس الشعب، أمس، إنّ الظروف الدقيقة التي تمرّ بها سوريا، تقتضي من الشعب السوري المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية، مضيفا أنّ الإصلاحات ستصدّ جزءا كبيرا من الهجمة على سوريا، وستبني سدّا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية، مؤكّدا أن إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها وجه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسوريا أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقودا إلى الوراء، وأضاف أن العملية السياسية تسير إلى الأمام ولكن الإرهاب يتصاعد. وأكّد الأسد، أنّ أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد إصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا، موضحا بأنّ المسار السياسيّ سيكتمل بحكومة جديدة تأخذ بالاعتبار القوى السياسية الجديدة والتوازن الجديد في مجلس الشعب، كما أشار إلى أنّ دمشق مستعدّة للحوار، لكن مع قوى لا تتعامل مع الخارج، بحسبه. وفيما يخصّ مجزرة الحولة، أدان الأسد الحادث قائلا إن الوحوش لا تقوم بما حدث في مجزرة الحولة، ونفى أن تكون للجيش السوري أي صلة بها، متسائلا عن المستفيد من المجزرة ومن هو الحريص على إفشال خطة عنان. من جهة أخرى، نقلت تقارير إعلامية على لسان مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون اتفقا على التعاون من أجل حلّ الأزمة السياسية في سورية، وأوضح المصدر، أن لافروف وكلينتون أجريا مكالمة تلفونية أكّدا فيها على أن موقفهما المشترك يتلخص في ضرورة بدء العمل على مساعدة السوريين في وضع استراتيجية الانتقال السياسي في البلاد، مضيفا أن الوزيرين أعربا عن رغبتهما في أن يتعاون المسؤولون الروس والأمريكيون في العمل على تلك الأفكار في موسكو وأوروبا وواشنطن، وفي أيّ مكان آخر في حال الضرورة. ميدانيا، قالت المعارضة السورية، إن خطاب الرئيس بشار الأسد، ترافق مع تصعيد أمني كبير في عدة مناطق، أدّى إلى زيادة القصف في حمص ومقتل خمسة أشخاص، بينما قدّرت حصيلة ضحايا السبت 36 قتيلاً برصاص الجيش وأجهزة الأمن، معظمهم في حمص وإدلب وريف دمشق، إلى جانب 61 جندياً، كما تعرضت بلدة مسرابا في ريف دمشق لقصف مكثف منذ ثلاث ساعات، وتعرضت مدينة كفرزيتا بحماة لاقتحام بالدبابات وقصف عنيف للمنازل بعد خروج المراقبين الدوليين، في حين دعت منظمة »هيومن رايتس ووتش« لفرض حظر تسلح على النظام السوري.