جددت روسيا تأكيدها أن الدرع الصاروخية الأمريكية بمثابة استهداف لها ولإحدى أكبر قواعدها في القسم الأوروبي، وتوعدت بولندا التي وقعت اتفاقا مع الولاياتالمتحدة لنصب جزء منها على أراضيها ملوحة باللجوء إلى ضربة نووية. وأوردت وكالة أنباء نوفوستي أمس نقلا عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية نيقولاي أوفاروف أن "دائرة عمل الصواريخ الأمريكية لا تشمل إيران بهذه الصورة، وتشمل هذه الدائرة إحدى أكبر قواعدنا للصواريخ الإستراتيجية في القسم الأوروبي، في كوزيلسك، وهذا بالذات يوضح نشر عناصر الدرع الصاروخية في بولندا، ووقع اتفاقية نشر عناصر الدرع الصاروخية في الأراضي البولندية الخميس الماضي نائب وزير الخارجية البولندي إنجي كريمر ورئيس الوفد الأميركي في المباحثات جون رود. وبموجب هذه الاتفاقية ستنشر واشنطن عشرة صواريخ اعتراضية بحلول 2012 بزعم التصدي لخطر صاروخي إيراني محتمل. ويبلغ مدى هذه الصواريخ حوالي ألفي كلم، في حين تبعد بولندا عن إيران أربعة آلاف كلم تقريبا، وفي إطار الدرع نفسها ستقيم الإدارة الأمريكية منشأة رادار في جمهورية التشيك المجاورة بحلول 2011 أو 2013 لاستكمال نظام موجود حاليا في الولاياتالمتحدة وغرينلاند وبريطانيا وذلك بموجب اتفاق وقعته براغ في جويلية الماضي. وسبق تصريحات أوفاروف تلويح الجنرال أناتولي نوغوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان بالهجوم على بولندا واستخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر بموجب العقيدة الروسية الأمنية الوطنية الحالية، وعدلت الحكومة الروسية عقيدتها الأمنية في عام 2000 موسعة مجال الصراعات التي يمكن أن تستخدم فيها الأسلحة النووية. وأوضح نوغوفيتسين أنه "مكتوب بشكل واضح أننا سنستخدمها في حالات ضد الحكومات التي تملك أسلحة نووية وضد حلفاء الدول التي تملك أسلحة نووية إذا قامت بتفعيلها بشكل ما، وسبق أن هدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الجمعة برد مماثل لما حدث في جورجيا هذا الشهر إذا تعرض مواطنو روسيا أو قواتها لهجوم مرة أخرى معتبرا أن الدرع استهداف لبلاده بشكل مباشر. وقال ميدفيديف خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه ينبغي ألا يساور أحدا أدنى شك بشأن رد روسيا إذا تعرض مواطنوها لهجوم، مؤكدا أنه "إذا استمر أحد في مهاجمة مواطنينا وقواتنا لحفظ السلام فسنرد بالطبع بنفس الطريقة التي قمنا بالرد بها، يجب أن لا يكون هناك أدنى شك في هذا". ومن جانبه قال مبعوث روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين إن توقيع ذلك الاتفاق في فترة أزمة صعبة للغاية في العلاقات الأمريكية الروسية على خلفية الموقف في جورجيا يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي سينشر بالطبع ليس لاستهداف إيران وإنما لاستهداف القدرة الإستراتيجية الروسية. وفي ردها على التخوف والتهديد الروسي، نفت واشنطن على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو الفكرة القائلة إن الدرع الصاروخية ستزيد التوتر بين واشنطن وموسكو بعد الهجوم الروسي على جورجيا، وأكدت أن هذا المشروع لا يستهدف بأي شكل من الأشكال روسيا، ومن المستحيل منطقيا أن يستهدفها نظرا لأنها قادرة على تدميره، أما بولندا فأعرب وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي أمس عن استعدادها للسماح للروس بتفتيش موقع القاعدة الأمريكية "للتأكد من أنه لا يحدث فيها أي أمر سيئ. الوكالات/ رويتر