نددت روسيا باتفاق الدرع الصاروخية الذي وقعته بولندا والولاياتالمتحدة الخميس، واعتبرت أن الاتفاقية ليس لها علاقة بالتهديد النووي الإيراني، لكنها تستهدف روسيا. وأكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أمس الجمعة أن إبرام الاتفاق "سيزيد من تدهور" العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة في ظل التوتر القائم بينهما على خلفية الأزمة الجورجية. * وفي أول علامة على عدم رضا موسكو قال دبلوماسيون بولنديون إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ألغى زيارة مقررة إلى وارسو في سبتمبر. كما أعلن جنرال روسي بارز أن بولندا تجعل من نفسها هدفا للجيش الروسي بنسبة "100 بالمائة" بقبولها نشر أجزاء من الدرع الصاروخية الأمريكية على أراضيها، حسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للأنباء الجمعة. * * وهددت موسكو في السابق باتخاذ إجراءات مضادة ضد بولندا وجمهورية التشيك وهما دولتان كانتا في فلكها في السابق والآن هما عضوان في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي.ووافقت بولندا أخيرا يوم الخميس على استضافة أجزاء من نظام الدرع الصاروخية الأمريكي على أراضيها بعد أن أجرت واشنطن تغييرات على شروط الاتفاق الذي لا يزال في حاجة إلى موافقة البرلمان البولندي. * ويأتي الاتفاق بعد أن أصر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك على تعزيز التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة في مقابل الموافقة على استضافة عشرة صواريخ اعتراضية في قاعدة في شمال بولندا. وتقول واشنطن إن الصواريخ الاعتراضية ومحطة للرادار في جمهورية التشيك ستشكل جزءا من "درع صاروخية" عالمية لحماية الولاياتالمتحدة وحلفائها من الصواريخ طويلة المدى التي قد تطلقها في المستقبل إيران أو جماعات مثل القاعدة. ووقعت براغ اتفاقا لنشر رادار أمريكي على أراضيها في جويلية، بينما استمرت المحادثات مع وارسو 15 شهرا. * * ويأتي الرفض الروسي على اتفاقية الدرع الصاروخية في ظل الأزمة الجورجية والتي بدأت قبل أسبوع عندما هاجمت جورجيا أوسيتيا الجنوبية التي تطالب بالانفصال عنها وتدعمها موسكو. وتوترت العلاقات بين موسكووواشنطن على خلفية هذه الأزمة، حيث تدعم إدارة جورج بوش حليفتها جورجيا وتعارض التدخل الروسي. * وتأكيدا لهذا الدعم زارت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الجمعة جورجيا. وحملت رايس معها الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة فرنسية والذي يتضمن على ما يبدو بعض التنازلات لموسكو لكنه سيؤدي إلى انسحاب القوات الروسية. وحسب نفس المصادر سيعطي الاتفاق لقوات حفظ السلام الروسية سلطة جديدة لكنها محدودة لحراسة بعض المناطق في جورجيا لحين وصول قوات حفظ سلام ومراقبين من دول ثالثة. ومن جهة أخرى، أكد الجنرال أناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس الأركان الروسية الجمعة بأن القوات الروسية عثرت على مستودع كبير لأسلحة أمريكية الصنع بالقرب من مدينة "سيناكي" الجورجية. وأوضح الجنرال الروسي في مؤتمر صحفي أنهم صادروا ترسانة كبيرة من الأسلحة من بينها 664 بندقية من طراز أم-16 الأمريكية الصنع وعدد من بنادق أم-40 التي يستخدمها القناصة.