أكد تقرير أعدته المجموعة الكندية "قاردا ورلد" المختصة في مجال تقديم خبرة أمنية للهيئات والمؤسسات عبر العالم، أن موجة العمليات الإرهابية التي شهدتها الجزائر في الأسابيع الأخيرة، لا تعكس تصعيدا أمنيا، ولا تمثل تهديدا للمصالح الأجنبية في بلادنا، مثلما تروج له يعض الأوساط الأجنبية من خلال تهويل إعلامي تسعى من وراءه لضرب الاقتصاد الوطني. اعتبر تقرير مفصل حول الأبعاد الأمنية لسلسة الهجمات الانتحارية التي استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في عدد من ولايات شرق الوطن، أن موجة العمليات الإرهابية الأخيرة "جادة ومقلقة" على حد تعبيرها لكنها لا تشكل تصعيدا للعنف في الجزائر، وأوضح التقرير الذي أعدته مجموعة "قاردا ورلد" لفائدة زبائنها العاملين في دول شمال إفريقيا أنه على الرغم من الهجوم الأخيرة الذي استهدف عمال مجمع"أس، أن، سي لافالان" الكندي وجلف 12 قتيل من عمال المجمع، غير أنه لا يشكل بأي حال من الأحوال تهديدا للمصالح الأجنبية في الجزائر. وشكلت الاستثمارات الأجنبية في الجزائر مؤخرا محورا لحملة إعلامية أجنبية شنتها بعض الأوساط استغلت الهجمات الانتحارية الأخيرة للتشكيك في توفر الجزائر على المناخ الأمني المناسب لجلب الاستثمار، وترويج طروحات مغرضة بخصوص التهديد الإرهابي المحدق بالاستثمارات الأجنبية في بلادنا جراء الهجمات الإرهابية الأخيرة. وينسجم تحليل الهيئة الكندية الخبيرة في المجال الأمني وتأكيدها على بطلان فرضية استهداف المصالح الأجنبية في الجزائر عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة مع تصريحات كل من الشركة الهندسية الكندية "أس،أن،سي لافالان " التي تتولى حاليا مشروع إنجاز سد في الزائر وكذا شركة "رازال" الفرنسية المختص في مجال الأشغال العمومية واللتان أكدتا أنهما لن تغادرا الجزائر رغم استهدفها من طرف الجماعات المسلحة في هجوميين انتحاريين خلفا 13 ضحية من العمال التابعين لها. وبخصوص تحولات مرتقبة في نشاط الجماعات الإرهابية في الجزائر، أكدت المجموعة الكندية "قاردا ورلد" التي تملك فروع لها في الشرق الأوسط ودول أمريكا وأوروبا الشمالية والمعروفة بتقديم خبرتها للهيئات العمومية والخاصة في مختلف المجالات الأمنية، حيث توظف أزيد من 7 آلاف شخص في أكثر من 35 دولة، أن نشاط الجماعات المسلحة مرتكز في المناطق الريفية والضواحي البعيدة عن المدن الكبرى، كما اعتبرت أن المعطيات المتوفرة حول نشاط هذه الجماعات لا تعكس توفر أي دليل حول احتمال تغيير في الإستراتيجية المنتهجة من طرف هذه الجماعات. وبحسب التقرير فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لا يملك التمويل المالي والدعم اللوجيستي و اللازم ولا قنوات تجنيد الانتحاريين الكافية لإطلاق حملة تصعيد في نشاطها الإرهابي، وهو ما يجعلها في الوقت الحالي تكتفي بشن كمائن وعمليات إرهابية بالاستعانة بقنابل تقليدية الصنع، وقال التقرير أن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مدرسة الدرك الوطني في يسر والذي يعد الأعنف من حيث عدد الضحايا وطريقة تنفيذ العملية عكس توجه تنظيم القاعدة للانتقام من الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات المسلحة من طرف قوات الأمن.