نفى وزير الاتصال، السيد عبد الرشيد بوكرزازة، أن تكون الحكومة قد تراجعت عن تطبيق التدابير الجديدة في مجال الاستثمار الأجنبي، مؤكدا أنها ماضية في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى جلب رؤوس أموال خارجية مع الحفاظ على المصلحة الوطنية. وذكر الوزير أن الحكومة ووفقا لتعليمات الرئيس بوتفليقة ماضية في تطبيق كل الإجراءات المعلن عنها في مجلس الوزراء الأخير وأبدى أسفه لسوء فهم بعض وسائل الإعلام فحوى الموضوع على ضوء تلك الإجراءات، موضحا أن هذه الأخيرة جاءت لحماية الاقتصاد الوطني من جهة وتشجيع الاستثمار الأجنبي من جهة أخرى ولكن دون المساس بالمصالح الاقتصادية للبلاد. وقال قد "أسيء فهم وتفسير ما اتخذ من إجراءات في مجلس الوزراء وكان الملف عرضة للتهويل من طرف بعض الوسائل الإعلامية". وأضاف السيد بوكرزازة أن هذه المصادر أوردت معلومات خاطئة عن قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الأجنبية وذلك قبل تأكيد صندوق النقد الدولي مؤخرا ما جاء في تقرير محافظ البنك الجزائر بخصوص استرجاع الدينار الجزائري لتوازنه أمام العملات الأجنبية. وكان مجلس الوزراء، المجتمِع بداية الشهر الجاري، صادق على أمر رئاسي يحدد كيفيات التنازل عن الأراضي التابعة للدولة والموجهة للاستثمار، الذي جاء لإنهاء حالة "المتاجرة بالأراضي" من طرف بعض المستثمرين، ويحمي الأملاك الوطنية ويشجع أكثر على إقامة مشاريع استثمارية. وذكر بيان للمجلس أن النص الجديد يأتي لدعم المستثمرين الحقيقيين وسد الطريق أمام المضاربين ورؤوس الأموال الطفيلية. ولكن بعض الأوساط الإعلامية نسبت الى بعض المصادر الاقتصادية قولها بأن الحكومة غير جادة في تطبيق هذه الإجراءات وأنها تراجعت عنها تحت ضغط بعض المستثمرين الأجانب. وفي هذا السياق، أكد وزير الاتصال خلال الندوة الصحفية الأسبوعية أن الحكومة ماضية في تطبيق الاستراتيجية الجديدة وأنها ستواصل في دعم المستثمرين الحقيقيين الذين يدركون تمام الإدراك الفرص المشجعة التي تتيحها السوق الجزائرية، وذكّر في هذا السياق بإعلان وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة السيد شريف رحماني مؤخرا عن انتهاء الدارسة الخاصة بحظيرة "دنيا" غرب العاصمة والتي أوكلت للمؤسسة الإماراتية للاستثمار (أي.إي.إي.سي) التي يرأسها الشيخ أحمد هشام المكتوم. وعلى صعيد آخر، وفي ملف المعالجة الإعلامية للأخبار الأمنية، دعا الوزير وسائل الإعلام إلى عدم الوقوع في فخ الترويج للعمليات الإرهابية والترويع بها، دون أن يؤثر ذلك على حق المواطن في الإعلام وحق الصحفي في الوصول إلى مصدر الخبر. وأضاف أن الجماعات الإرهابية "نظرا للحصار وتضييق الخناق عليها تحاول أن تجد صدى لعملياتها في وسائل الإعلام". وقال إنه "من خلال التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي راح ضحيتها أبرياء وجدنا بعض وسائل الإعلام سواء عن قصد أو دون قصد تروج بشكل أو بآخر لهذه العمليات وتسقط في فخ الترويع". ويرى أنه يجب أن نعمل "جميعا لكي نوفق في عدم الوقوع في فخ الترويج والترويع من العمليات الإرهابية دون إهمال حق المواطن في الإعلام وحق الصحفي في الوصول إلى مصدر الخبر وهي معادلة صعبة وموضوع جدل مطروح على المستوى الدولي". وكان رئيس الحكومة أحمد أويحيى أعرب عن أسفه في تصريح أدلى به مؤخرا على هامش افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان من تحول بعض وسائل الإعلام الى منبر للإرهاب. وحول ملف محاربة الإرهاب أكد الوزير أن مكافحة الظاهرة تبقى من ثوابت الجزائر إلى جانب المصالحة الوطنية، حيث "تتم محاربة بقايا الإرهاب أينما وجدوا". وأضاف أن الحديث عن إفشال مخططات إرهابية يدخل في إطار النتائج الإيجابية التي تحققها مصالح الأمن المختلفة في تصديها لجماعات الموت. وحول التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في زيارتها الأخيرة الى المنطقة المغاربية حيث دعت فيها المغرب والجزائر إلى تجاوز خلافاتهما والتوجه نحو تحقيق اتحاد المغرب العربي، جدّد السيد بوكرزازة تمسك الجزائر بهذا الصرح وأكد أنها لا تزال متشبثة بمواقفها بضرورة تمكين شعوب المنطقة من هذا الاتحاد. ومن جهة أخرى، اعتبر الموقف الجزائري بخصوص قضية الصحراء الغربية "موقفا ثابتا" ينسجم مع الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.