دق أطباء من ولاية الوادي ناقوس الخطر جراء الانتشار المتزايد لعيادات الطب البديل أو ما يعرف حاليا باسم طب الأعشاب، ويؤكدون أن معظم حالات الإصابة المفاجئة بالأمراض التي تصنف بأنها مزمنة هي بسبب هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بأطباء الأعشاب. يرى عدد من أطباء الوادي العاملين بمصلحة أمراض الكلى بمستشفى الشهيد بن ناصر بشير أن معظم الحالات المسجلة والتي عرفت تزايدا مهما في السنتين الأخيرتين أثبتت التحقيقات الاجتماعية والطبية أن هؤلاء كانوا قبل إصابتهم يترددون على ما يعرف باسم عيادات طب الأعشاب سواء الكائنة بقمار أو الوادي، وبحسب هؤلاء فإن معظم أو كل الممارسين لهذا النشاط غير مؤهلين علميا لذلك، كونهم من ذوي المستويات المحدودة ولا يملكون تراخيص قانونية تنظم نشاطهم ولديهم فقط أو لدى بعضهم شهادة من مديرية التجارة بالوادي تسمح لهم ببيع أعشاب مصنفة أنها طيبة. وأكد أطباء الوادي أن هؤلاء قد ينجحون بعض الأحيان في استشفاء حالة مرضية لكن الأخطار تصيب الذي استهلك الأعشاب التي تم مزجها بطريقة غير علمية بعد فترة زمنية ليست طويلة، ويضيف هؤلاء أن أكثر الأمراض التي انتشرت بسبب دواء الأعشاب هي العجز الكلوي، السكر، ارتفاع ضغط الدم، وبعض الأنواع من السرطان، التي تسببت فيها أعشاب مستوردة من دول الشرق الأوسط خاصة أن هؤلاء يجلبون أعشابا من مصر ومن اليمن وحتى من إسرائيل بطريقة غير مباشرة حيث يتعاملون مع تجار مصريين وفرنسيين. أطباء الوادي لم يخفوا صراحة أهمية الطب البديل ودوره البارز في الحفاظ على الصحة العمومية والذي لا يقل أهمية عن دورهم، لكن إذا مارسه متخصصون بطريقة علمية محضة ودراسة الأعشاب ومكوناتها وكيفية إجراء معادلات التفاعل الكيميائية بين محتوياتها لإنتاج دواء مناسب وملائم لكل حالة دون أن تكون له أعراض أو تأثيرات جانبية. وناشد أطباء الوادي المصالح الصحية المختصة ومديرية التجارة التدخل لتنظيم هذا المجال من الطب البديل ومحاربة الطفيليين منهم والمتلاعبين بالصحة العمومية للمواطنين، أما أنصار هذا النشاط ممن يسمون أنفسهم أطباء أعشاب وبعضهم لم يتجاوز تعليمه المرحلة الابتدائية فيرون في اتهام الأطباء لهم، غير مؤسس، ويؤكدون ممارسة نشاطهم جهارا نهارا ويضعون لافتات أمام مقرات ما يسمونها بعياداتهم ويفندون أن يكون طب الأعشاب يقف وراء هذه الأمراض التي أشار إليها الأطباء.