تعهد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالثأر للقيادي في الحزب عماد مغنية، وحذر من أن مقتله جاء خطوة استباقية لحرب تستعد إسرائيل لها ضد لبنان. وهدد نصر الله إسرائيل بقوله إن صواريخ الحزب ستطال جبهتها الداخلية ردا على أي هجوم قد تشنه على لبنان. وقال نصر الله في كلمة بثت عبر شاشة ضخمة نصبت أمام عشرات الآلاف بضاحية بيروتالجنوبية، في ذكرى اغتيال اثنين من مؤسسي الحزب "بكلمة واحدة أقسم بالله دمك لن يذهب هدرا". وأضاف "عندما نقتل خصوصا خارج الوطن، لا يمكننا أن نسكت أو أن نسمح للعدو بأن يتمادى بقتل قادتنا صناع النصر وحماة الوطن، سندافع عن أنفسنا بالطريقة التي نختارها وبالزمان الذي نختاره والمكان الذي نختاره بقرارنا". وقال نصرالله إن اغتيال مغنية يأتي في سياق تحضيرات إسرائيل لحرب جديدة على لبنان والمنطقة. وتوعد إسرائيل "بقتال غير مسبوق" إذا قامت بعدوان بري على لبنان، مؤكدا أن الحزب لن يسمح بقتل قادته. وأضاف "يريدون (الإسرائيليون) أن يشطبوا مجموعة من القادة الجهاديين على رأسهم عماد مغنية، لشطب عنصر القوة الرئيسية لحزب الله الذي تجلى في حرب تموز وحتى تفقد المقاومة قدرتها إذا ما شنوا حربا جديدة". وألقى الأمين العام لحزب الله كلمته في المهرجان الذي أقيم بضاحية بيروتالجنوبية في سياق إحياء ذكرى سلفه عباس الموسوي، الذي اغتيل بصاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية عام 1992، وذكرى الشيخ راغب حرب أحد مؤسسي الحزب الذي قتله إسرائيل أيضا قبل ذلك بثمانية أعوام. وخصص نصر الله جزءا مهما من خطابه للحديث عن عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في 12 فيفري الماضي، واتهم الحزب إسرائيل باغتياله. وكرر الأمين العام لحزب الله اتهام إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال، نافيا وجود لجنة إيرانية سورية للتحقيق فيه، مثنيا على الجهد السوري "وجديته" في هذا السياق. وكشف نصر الله أن مغنية كان أحد قادة حرب جويلية عام 2006، وأنه أشرف على أسر عدد من جنود إسرائيل في جنوب لبنان بعد تحريره عام 2000، وعلى الإيقاع بضابط الاحتياط الإسرائيلي ألحنان تننباوم الذي بادله الحزب بمئات من الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين عام 2004. واعتبر نصر الله أن "زوال إسرائيل من الوجود هو نتيجة حتمية وقانون تاريخي وسنة إلهية لا مفر منها" وقال "نتحدث عن مسار تاريخي في المنطقة وهذا المسار سيصل إلى نهايته في سنوات قليلة". وأعرب عن سروره لبقاء إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة الإسرائيلية ووصفه ب"الأحمق والغبي" وقال "هذا أفضل لنا". وشدد نصر الله على أن الثأر لمغنية ينحصر بإسرائيل، مستغربا تخوف دول غربية وعربية من أن تكون مستهدفة. وقال "إسرائيل هي العدو والخصم المسؤول عن الاغتيال، نستغرب ما قامت به بعض الدول الغربية من إغلاق مراكز ومن تحذير بعض الدول العربية والغربية لرعاياها من القدوم إلى لبنان". وكانت فرنسا أغلقت مركزيها الثقافيين في صيدا وطرابلس، بينما نصحت السعودية والكويت رعاياهما بالتريث في السفر إلى لبنان. وفي موضوع الأزمة السياسية الداخلية المتواصلة منذ نحو 15 شهرا في البلاد، حذر نصر الله في كلمته أيضا فريق 14 آذار الحاكم من التدويل، متهما إياه بتعطيل المساعي لإيجاد تسوية مع المعارضة بعد كلمات قادته في إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وحذر نصر الله من "إسقاط "المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية والذهاب إلى التدويل".