هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل بشن حرب مفتوحة، ونقلها إلى خارج الأراضي اللبنانية إن هي أرادت ذلك، وجدد اتهام تل أبيب بقتل القيادي العسكري البارز في الحزب عماد مغنية في تفجير سيارة مفخخة في دمشق الثلاثاء الماضي. وقال نصر الله في كلمة أثناء تشييع عماد مغنية في الضاحية الجنوبية أول أمس الخميس موجها كلامه لإسرائيل "أقول لهم لقد قتلتم الحاج عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة لقد اجتزتم الحدود اليوم، كلمة واحدة فقط أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب، أيها الصهاينة إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العالم كله فلتكن هذه الحرب المفتوحة". وأشار زعيم حزب الله عبر شاشة تلفزيونية في قاعة الشهداء إلى أن مغنية اغتيل في سياق حرب تموز 2006 "التي ما زالت مستمرة حتى اللحظة. لم يعلن وقف لإطلاق النار، وهي حرب مستمرة سياسيا وإعلاميا وماديا وأمنيا، مدعومة من الدول نفسها التي دعمت حرب تموز". وتوعد نصر الله إسرائيل بالزوال، مؤكدا أنها كانت كلما اغتالت أحد قيادات المقاومة جاء الرد مزلزلا لها، أما في هذه المرة فستدفع الثمن من بقائها على حد تعبيره، مستشهدا بكلام لمؤسس إسرائيل ديفد بن غوريون وفيه أن "إسرائيل تسقط بعد خسارة أول حرب". وخاطب الإسرائيليين قائلا "في الحرب القادمة ستجدون عشرات الآلاف من المقاتلين من أبناء وتلامذة عماد مغنية". وفي رد سريع على تهجم بعض قيادات قوى الأكثرية على المعارضة، اتهم نصر الله بعض أقطاب الأكثرية بالتبعية لإسرائيل والولايات المتحدة. وفيما اعتبر ردا على النائب وليد جنبلاط، الذي دعا أخيرا إلى "طلاق حبي" مع حزب الله قال نصر الله "من يطلب الطلاق ليرحل من هذا البيت وليذهب إلى أسياده في واشنطن وتل أبيب". وقال نصر الله إنه كان يتمنى أن تفتح ساحات الشهداء، في هذا اليوم الذي يحيي فيه اللبنانيون ذكرى استشهاد رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ليشيعوا عماد مغنية. لكن بعض القوى على حد قول نصر الله لا تريد ذلك، وحرصت على أن تحيل إحياء الذكرى لحفلات "لإطلاق الشتائم والسباب". وفي بداية مراسم التشييع أشاد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في برقية التعزية التي تلاها نيابة عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بمناقب وأخلاق مغنية، واصفا إياه بأنه مفخرة للأمة العربية والإسلامية. وبعد المراسم خرج موكب الجنازة مع النعش الذي حمله عناصر من حزب الله على وقع موسيقى عسكرية، وسار مع عشرات الألوف رجالا ونساء نحو روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية حيث ووري الثرى. وعقب اتهام حزب الله لها بقتل مغنية وضعت إسرائيل سفاراتها ومصالحها في الخارج في حالة تأهب قصوى وعززت قواتها على الحدود اللبنانية. وأصدرت إسرائيل تعليمات مشددة بتوخي الحذر لرعاياها الموجودين في الخارج، وذلك خشية أن يكونوا هدفا لعمليات انتقامية محتملة. وقال مكتب مكافحة الإرهاب التابع لرئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي في بيان له إن "تعدد الاتهامات ضد إسرائيل إثر اغتيال مغنية يزيد من التهديدات الإرهابية لحزب الله ضد الأهداف الإسرائيلية في الخارج". كما حذر البيان من "مخاطر خطف إسرائيليين في الخارج وخصوصا رجال الأعمال الذين لديهم علاقات مع نظرائهم العرب والمسلمين".