أكد خبير الاستخبارات الفرنسي "روبير مينياسك" أن خلافات داخلية بين زعماء ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تعطّل إطلاق سراح الرهينتين النمساويتن اللذين تم اختطافهما منذ أشهر على الحدود الجزائرية التونسية. أوضح خبير الاستخبارت الفرنسي الذي سبق له العمل مع أجهزة استخبارات غربية في القارة الأفريقية في تصريح لشبكة "السي أن أن" الأمريكية أن الرهينتين النمساويتين وولفغانغ إيبنر وأندريا كلويبر مازالا على قيد الحياة، مشيرا إلى أنهما مازالا يعانيان من متاعب صحية بسبب الظروف الصعبة التي يعيشان فيها، حيث قال "لقد علمت من مصادر على علاقة بالملف أنّ الظروف المعيشية للرهينتين تبدو صعبة لاسيما مع اشتداد حرارة الصيف هذا العام وخاصة في هذه المنطقة المعروفة بصيفها الحار." وفيما أثبت مينياسك الأنباء التي تؤكد تواجد الرهينتين في منطقة حدودية بين الجزائر ومالي والنيجر، أشار إلى أن هذه المنطقة تعرف بخطورتها ووعورتها مما يجعلها أحد أهم معاقل ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويوافق مينياسك في رأيه هذا مجموعة من الخبراء الأمنيين اللذين أكدوا أن الموقع الأكثر ملاءمة هو المنطقة الحدودية الواقعة بين وادي ميناكا في دولة مالي جنوبا، والحدود الجزائرية شمالا حيث أنّه "يوافق طبيعة الأرض في الصور التي أخذت للرهينتين وتم بثها على شبكة الإنترنت." وفي نفس السياق، أوعز الخبير الفرنسي، سبب تعطيل إطلاق سراح الرهينتين النمساويتين إلى وجود خلاف داخل المجموعات المسلحة التي تنضوي تحت لواء ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الإسلامي، ويرى عدد من المختصين في هذا الشأن أن زعيم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد الملك دروكدال يريد أن يحقق نصرا سياسيا من وراء قضية الرهينتين النمساويتين، لكن الخبراء لم يشيروا على طبيعة هذا النصر، وما إذا كان إطلاق سراحهما سيتم عن طريق دفع الفدية أم لا؟. ويضيف الخبير الفرنسي أنه وبعكس درودكال فإن يحيى جوادي أمير ما يعرف بالمنطقة التاسعة في تنظيم القاعدة، أو "كتيبة طارق بن زياد" وهي المجموعة المسلحة التي تسيطر على الرهينتين تشترط فدية تقدّر بنحو خمسة ملايين يورو بسبب "نقص السيولة لديه" بما يجعله قادرا على تمويل عمليات أخرى.