وزير الخارجية الإيطالي: أجهزتنا الأمنية رصدت علاقات بين أتباع التنظيم في إيطاليا وقيادته في الجزائر اعتبر أول أمس المدير السابق لهيئة الأمن الإقليمي الفرنسي المعروف ب ''دي آس تي''، لويس كابريولي، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أو ما أصبح يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، يواجه صعوبات لوجستية ومالية كبيرة في الجزائر وخصوصا شمال البلاد جراء نجاح مصالح الأمن في تشديد قبضتها على نشاطه ومحاربة منابعه الفكرية والإيديولوجية، ما جعله ينقل نشاطه إلى الصحراء ومنطقة الساحل واعتماده على عمليات الاختطاف، حيث لاحقته هناك الجزائر بالمطالبة بتجريم أممي لدفع الفدية· وقال الخبير الفرنسي، الذي شغل منصب مدير الاستخبارات الفرنسية في الفترة الممتدة بين العام 1998 و,2004 لوكالة الأنباء الفرنسية، أن مخطط مكافحة الإرهاب في الجزائر شكل تضييقا كبيرا للتنظيم الإرهابي، وهو ما اضطره لنقل نشاطه إلى منطقة الساحل، حيث أقدم على نشاط جديد يتمثل في خطف الرهائن الغربيين لقاء تسلمه فدية من حكومات غربية مختلفة، وقال كابريولي إن ''منطقة الساحل صارت مجالا استراتيجيا بالنسبة للتنظيم الإرهابي، خاصة ما تعلق بالجانب المالي، وذلك من خلال تحصيل أموال الفدية عقب عمليات اختطاف الرهائن الغربيين''، حيث فضل تسميتها ب''البزنس الجديد لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''· وأوضح الخبير الفرنسي أن الأموال التي تلقتها القاعدة جراء نشاط الخطف في دول الساحل ساهمت وبشكل كبير في تمويل النشاطات الدموية للتنظيم في شمال الجزائر بعد التضييق الكبير الذي تعرض له هناك· وأكد على أن المتابع لمسلسل اختطاف الرهائن الغربيين بمنطقة الساحل يلاحظ أن جل الرهائن يتم تحريرهم بعد مدة معينة من اختطافهم، وذلك بعد استلام أموال من طرف الحكومات الغربية، عبر وسائط من دول الساحل، معتبرا أن ذلك أثار حفيظة الجزائر التي طالبت باستصدار قرار أممي يجرم دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية لقاء تحرير الرهائن المختطفين، خاصة وأن عائدات الفدية تستعمل في تموين نشاط التنظيم المسلح على التراب الجزائري، وهو ما كان خلال شهر ديسمبر الماضي· وعلى صعيد متصل بالرهائن الغربيين المختطفين في الساحل، صرح أول أمس وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، بأن ''إيطاليا تتبع أية طريقة مهما كان نوعها من أجل التوصل إلى إطلاق سراح الرهينتين الإيطاليتين وجميع الرهائن المختطفين بالمنطقة''، في إشارة إلى الأسبان الثلاثة والرعية الفرنسي· وقال مسؤول الدبلوماسية الإيطالية، الذي يزور العاصمة الموريتانية نواكشوط، في سياق جولة إفريقية، إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي اشترط إطلاق مجموعة من المعتقلين في سجون إيطاليا وموريتانيا، إضافة إلى الجزائر، لقاء تحرير الرهينتين الايطاليتين، مستبعدا في ذات الوقت الخضوع إلى مطلب التنظيم الإرهابي· وبالنظر إلى ما قاله وزير الدبلوماسية الإيطالي، في تصريحه الأول والثاني، فإن فرضية تسليم الفدية طرحت نفسها وبقوة، من خلال قوله ''إن إيطاليا ستتبع أي طريقة ممكنة من أجل تحرير الرهينتين''، ويضاف إليها بالمقابل رفض إيطاليا المساومة التي اقترحها تنظيم القاعدة، من خلال اشتراط إطلاق عدد من أتباعه في إيطاليا أو الضغط على نواكشوط لإطلاق سراح المعتقلين في سجون موريتانيا· وأشار فرانوكو فراتيني إلى أن إيطاليا تعتبر بلدا مهددا من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، قائلا ''التنظيم صار محل تهديد لإيطاليا، وأجهزتنا الأمنية رصدت علاقات بين أتباعه في إيطاليا وقيادته في الجزائر، وذلك منذ ثلاث سنوات مضت''، يضيف الدبلوماسي الايطالي·