يقال أن أسئلة الأطفال عفوية ودائما محرجة لكن أجوبة بعض الكبار قلما تكون شافية وفي المستوى المطلوب... هذا الكلام ينطبق تماما على الحوار الجانبي الذي دار بين أب وابنه داخل حافلة لنقل الركاب تحديدا خط بن عكنون درارية حين سال الطفل بكل عفوية والده لماذا يصوم الناس يا أبي ؟ فرد عليه الأب بطلاقة هكذا وجدت أبي وجدي يفعلان فسرت على طريقهما .. .وعندما تكبر أنت و ما دمت قد وجدتني أصوم فانك حتما سوف تصوم... لكن فضول الطفل قاده إلى طرح السؤال مرة أخرى . إذن هذا يعني أن كل من ليس لديه والد غير مطالب بالصوم...ولم يجد الوالد ما يجيب به ابنه واكتفى بالضحك .. هكذا إذن كان رد الأب على سؤال ابنه الهام .. والحقيقة أن هناك طائفة من الناس تصوم شهر رمضان المبارك لأنهم ببساطة اعتادوا صيامه تقليدا للآباء والأجداد وأنهم يصومونه لأنهم يكرهون مخالفة الناس ويخافون لومهم وعتابهم إن هم افطروا فجعلوا خشية الناس كخشية الله.. لماذا نصوم في هذا الشهر ؟ سؤال قد يكرره أطفالنا الذين يودون أن يطلعوا على كل ما يدور حولهم..سؤال جوهري وهام إن أحسنا الإجابة عليه غرسنا في نفس الطفل وقلبه وعقله حب رمضان والرغبة الجامحة في صيامه وقيامه . فحين يسال الطفل عن هذا الضيف الذي يأتي فيرى تغييرا في وقت الغذاء و العشاء نفحات جديدة تدخل المنزل تعطر وجوه السكون الرتيب بإطلالة محببة إلى قلوبنا تحمل لنا الخير والمحبة ..لابد أن بجد الجواب الشافي الذي يتناسب مع سنه دون مغالطته فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر. لكن ماذا عسانا أن نقول سوى انه قبل التفكير في تربية الأبناء لابد من إعادة تربية بعض الآباء!.