دعا أول أمس الوزير الأول المغربي عباس الفاسي المسؤولين في الجزائر إلى ما أسماه ب ''التحلي بروح المسؤولية والأخوة والابتعاد عن معاكسة حق المغرب في تثبيت وحدته الترابية، معبرا عن أمله في أن يتمكن فخامة الرئيس عبد العزيز بوتقليقة من فتح صفحة جديدة مع المغرب بعد أن انتخب رئيسا لولاية ثالثة، والتوجه نحو تسيير الحل السياسي التوافقي والواقعي المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي، والاحتكام لمقولة ''لا غالب ولا مغلوب'' التي سبق للرئيس الجزائري أن نادى بها• وأضاف الوزير المغربي عند نزوله ضيفا في برنامج ''ضيف خاص'' للقناة المغربية أن ''الدبلوماسية المغربية سجلت نقاطا إيجابية في السنوات الأخيرة لصالح مبادرة الحكم الذاتي المطروح من طرف المغرب، على عكس السنوات الماضية أين كانت الدبلوماسية الجزائرية تسجل نقاطا إيجابية لفائدتها'' مدعيا في السياق ذاته أن نظام الحكم الذاتي الذي يحاول المغرب فرضه على الشعب الصحراوي المحتل يلقى تأييدا واسعا دوليا باعتباره يكفل للشعب الصحراوي تدبير شؤونه بنفسه• وذكر عباس الفاسي أن ''الجزائر طرف أساسي في القضية، وأن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة ''بان كي مون'' أحبط رغبات الجزائر والبوليساريو الهادفة إلى توسيع اختصاصات ''المينورسو'' عبر موضوع حقوق الإنسان''، وهو ما اعتبره انتصارا لبلده، معتبرا أن الحل لن يكون إلا سياسيا، مستنكرا تسلل بعض العناصر من البوليساريو والأجانب إلى المنطقة العازلة بدعم من الجزائر، وأنه استفزاز خطير للمغرب، مشددا على إنهاء إغلاق الحدود المغربية الجزائرية التي تشكل الاستثناء الوحيد في العالم، وذلك من أجل بناء مغرب عربي قوي وخدمة لمصالح شعوب المنطقة، مؤكدا أن يد المغرب ستظل ممدودة إلى الإخوة الجزائريين• ويرى المراقبون أن هذه التصريحات تبقى بدون روح مادامت تشدد على أطروحات غير منطقية ومبنية على أساس مخادعة، فالمملكة المغربية تمد يدها على حساب مبادئ معروفة وباقتناع للجزائر التي ليس لها أية رابطة في النزاع، على اعتبار أنها قضية تصفية استعمار ووجود جهة تفاوضها المملكة، وهو ما عبر عنه المراقبون بالتناقض الفاضح في الطرح، فمن جهة تمد يدها، ومن جهة أخرى تتهمها بمسؤوليتها في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العازلة، وأن قبول المغرب التفاوض مع جبهة البوليساريو يدل على اعتراف بالطرف الصحراوي من جهة، ووجود الأممالمتحدة كراع للمفاوضات يجعل الجزائر في منأى عما تدعيه المغرب من تهم، وأضافت مصادر مهتمة بالملف أن المغرب يتقرب من الجزائر بعد فشله في كل خططه للاستيلاء على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره كما تنص عليه قرارات الأممالمتحدة، وبداية مرحلة الحسم في أروقة الهيئة الأممية لإيجاد إطار قانوني ينهي المشكل بين الطرفين المتنازعين المغرب وجبهة البوليساريو في الأيام القادمة•