لمح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، إلى إمكانية حل الخلافات القائمة بين بلاده وسوريا قريبا ، مشيرا الى عدم وجود وساطة لبنانية او غير لبنانية بين البلدين. ونقلت مصادر إعلامية عن الفيصل قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، أول أمس الثلاثاء :" ان العلاقات بين المملكة وسوريا قائمة وستستمر وهي لا تحتاج لوساطة واذا كانت هناك خلافات فهي خلافات بين اسرة واحدة وان شاء الله تنتهي قريبا وتعود المياه إلى مجاريها". ورحب الوزير السعودي بالاتفاق السوري - اللبناني على اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما للمرة الأولى منذ استقلال البلدين قبل 60 عاما تقريبا، "كخطوة على طريق تحقيق الاستقرار والتكافؤ في العلاقة بين البلدين الجارين"، معتبرا ان هذه العلاقات تشكل "خطوة للامام ستؤدي الى اقامة جسور الثقة بين البلدين". واشار الى ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يتحدث خلال زيارته للمملكة عن وجود حشود او تهديدات عسكرية للبنان من قبل سورية. ومن جهة اخرى قال سعود الفيصل "ان المملكة ترى أن أهم العقبات التي تعترض عملية السلام، استمرار اسرائيل في سياسة المناورة والمماطلة وعدم الجدية ومضيها قدما في بناء المستوطنات وتوسيع القائم منها، خصوصا ما يحدث في القدس الشريف من محاولات تهويد والمحاولات المتوالية للمتطرفين الاسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى الشريف وانتهاك حرمته". كما تطرق الى الملف النووي الايراني، قائلا: "في ما يتعلق بالملف النووي، نحن نقدر دور الاتحاد الأوروبي وما يبذله السيد سولانا من جهود لحل الأزمة بالوسائل السلمية، وما زلنا نرى أن الحل الأمثل لهذا الملف، هو اخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من كل أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بما في ذلك اسرائيل، مع ضمان حق دول المنطقة في الطاقة النووية للأغراض السلمية". وجدد الوزير تأكيد المملكة ان "ليس هناك اي سبب سياسي وراء تأخير فتح سفارة سعودية في بغداد، وانما السبب امني فقط"، وابدى استياءه مما شهدته مدينة الموصل اخيرا من اعمال قتل وتهجير. كما اكد الفيصل ان المملكة قامت بمحاولة لاطلاق مفاوضات بين الحكومة الافغانية وحركة" طالبان"، مؤكدا استعداد المملكة لمواصلة مساعيها اذا تخلت الحركة عن العنف. ويأمل الفيصل أن تحذو الحكومة الاسرائيلية الجديدة حذو الرئيس شمعون بيريس الذي دعا في الشهر الماضي الى احياء مبادرة السلام العربية، قائلا:" أن تأتي عملية السلام في وقت متأخر أفضل من ألا تأتي".