أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اليوم اجتماعا طارئا بمقر الجامعة في القاهرة، للتباحث في سبل احتواء الموقف في لبنان. وقال موسى في تصريحات له إنه يجري اتصالات مع كافة أطراف النزاع في لبنان. وكان موسى قد قطع زيارته للولايات المتحدة وعاد إلى القاهرة بهدف إيجاد تحرك عربي لوقف التدهور في المأزق السياسي بهذا البلد. وعلى صعيد آخر أكد الرئيس السوري بشار الأسد رفضه "تدويل الأزمة اللبنانية" وذلك خلال لقاء له في دمشق مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أمس. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن "وجهات النظر كانت متفقة على رفض تدويل الأزمة اللبنانية وعلى أن ما يحدث شأن داخلي". وأضافت الوكالة أن الاجتماع بحث "التطورات الراهنة في المنطقة وخاصة في لبنان والاجتماع المقترح لوزراء الخارجية العرب اليوم الأحد في القاهرة" والذي لم تعبر دمشق عن موافقتها على حضوره حتى الآن. وقد أعربت العديد من الدول العربية عن تأييدها لعقد الاجتماع، وإن سارع بعضها إلى تحميل حزب الله مسؤولية تفجر الوضع في لبنان كما فعلت القاهرة التي اتهمت الحزب بتنفيذ أجندة إيرانية عبر فرض سيطرته بقوة السلاح على بيروت. كما أعلنت كل من السعودية والأردن والكويت تأييدها لعقد الاجتماع الوزاري العربي، بينما اعتبرت سوريا التطورات في لبنان شأنا داخليا، وشاركت قطر الآمال بأن يتمكن اللبنانيون من تجاوز المأزق الحالي الذي يمر به بلادهم عبر الحوار وبما يضمن كرامة وسيادة لبنان واللبنانيين. وبدوره أوضح رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي رافق أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في زيارة إلى دمشق أول أمس، أن الزيارة هدفت إلى إقناع سوريا بضرورة حضور الاجتماع العربي، وإن كان الوزير قد أكد أنه لا يتوقع الكثير من هذا الاجتماع. وعلى الصعيد الدولي توالت ردود الفعل على الموقف في لبنان والتي أيدت أغلبها موقف الحكومة اللبنانية، وذهبت إلى تحميل حزب الله مسؤولية التطورات الأخيرة. فمن جانبها تجاوزت الولاياتالمتحدة حد "القلق" على لبنان، وأعلنت أنها بدأت التشاور مع حلفائها داخل مجلس الأمن وخارجه "لمحاسبة" من وصفتهم بالمسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة. وجدد البيت الأبيض تأييده للحكومة اللبنانية بقيادة فؤاد السنيورة، داعيا سوريا وإيران إلى وقف دعمهما لحزب الله. وأعلن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية أن مشاورات دولية كثيفة ستجرى غدا الاثنين حول لبنان بعد الاجتماع الاستثنائي للجامعة العربية. وقال هذا المسؤول الكبير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن مجموعة "أصدقاء لبنان" التي تضم 15 بلدا ومنظمات دولية "قررت عقد مؤتمر عبر الهاتف يوم الاثنين لتقويم المرحلة التي بلغناها بعد الاجتماع الاستثنائي للجامعة العربية". وأضاف "بعد ذلك، ندرس إمكانية إجراء مشاورات في نيويورك في إطار مجلس الأمن". ومن جهته أكد الاتحاد الأوروبي "دعمه الكامل" للحكومة اللبنانية، ودعا إلى حل الأزمة "عبر الحوار وفي إطار المؤسسات"، حسب بيان صادر عن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الخارجية خافيير سولانا. وبدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع أطراف الأزمة اللبنانية إلى ضبط النفس وحل الخلافات السياسية بوسائل سلمية.