الرئيس اللبناني الجديد العماد ميشال سليمان أصبح العماد ميشال سليمان بدءا من يوم الأحد 25 06 2008 الرئيس رقم 12 للجمهورية اللبنانية، وذلك بعدما تم انتخابه من طرف مجلس النواب اللبناني في جلسة حضرها أعضاء من فريق الموالاة بزعامة تيار المستقبل والمعارضة التي يقودها حزب الله. كما حضرتها وفود رسمية عربية وغربية. وجاء انتخاب قائد الجيش في المنصب الشاغر منذ شهور تتويجا لاتفاق الدوحة الذي توصل إليه الفرقاء اللبنانيون الأسبوع الماضي بعد وساطات عربية وأجنبية. * وانتخب خليفة إميل لحود الذي جاء هو الآخر من المؤسسة العسكرية في ظل إجماع محلي وعربي ودولي، ترجم في حجم الوفود التي شاركت في عملية الانتخاب. فقد شاركت قطر التي نجحت في حل خلافات السياسيين اللبنانيين بأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووفود عربية بينها الجزائر، شاركت كل من السعودية وإيران وسوريا بوزراء خارجيتها. * وعلى المستوى الغربي، لم يشارك أي مسؤول في إدارة جورج بوش في جلسة انتخاب رئيس لبنان رغم حضور وفد من الكونغرس الأمريكي إلى بيروت .. كما شارك الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في جلسة انتخاب ميشال سليمان، وأعرب عن رضاه باتفاق الدوحة بقوله بعد وصوله بيروت إن "ما نراه في لبنان حاليا بعد اتفاق الدوحة الذي وضع حدا للأزمة اللبنانية ما هو إلا رغبة لمحاولة التوصل لاستقرار الوضع في لبنان والخروج من الحصار السياسي الذي تعيشه البلاد". * ومثلت فرنسا بوزير خارجيتها برنار كوشنر، كما حضر الجلسة نظيراه الإسباني ميغل إنخيل موراتينوس والإيطالي فرانكو فراتيني، بالإضافة إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية في الفاتيكان دومينيك مومبرتيني .. * وبانتخاب الرئيس يدخل لبنان مرحلة جديدة من تاريخه بعد مرحلة صعبة استغرقت أكثر من 18 شهرا شهد اللبنانيون خلالها مراحل مختلفة من عدم الاستقرار السياسي والأمني. * ويرى مراقبون أن الرئيس الجديد سيكون أمامه عديد من التحديات، حيث سيتعين عليه مواجهة قضايا ليست بالهينة من بينها العلاقات مع سوريا وقرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى "نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان"، وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله، أي فريق الموالاة .. ولكن مهمته الأولى ستكون تعيين رئيس وزراء جديد وتنسيق تشكيل الحكومة الجديدة معه. * وتتجه الأنظار نحو هوية رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي نص اتفاق الدوحة على انتخابه بعد تعيين الرئيس. وبينما ينتظر أن يجري الرئيس الجديد استشارات نيابية تمهيدا لتكليف رئيس الوزراء الجديد، تجتمع قوى الموالاة "الرابع عشر من آذار" في المقابل للبحث في اسم مرشحها لتولي هذا المنصب وسط تكهنات بأن الخيار سيقع على رئيس كتلة "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري. وما يزال هذا الأخير متريثا في إبداء موقفه وربما ينتظر التشاور في هذا الخصوص مع حلفائه في فريق الموالاة. كما زار الحريري السعودية خلال اليومين الماضيين.. * وقد أبدى فؤاد السنيورة عدم رغبته في تولي منصب رئيس الحكومة مجددا، حيث أكد في تصريح صحفي "إذا كان الأمر يعود لي أنا شخصيا، فإنني راغب في التخلي عن منصبي. لقد اكتفيت. وحان الوقت للتوجه نحو أمور أخرى على علاقة بالشأن العام .."، وأضاف قائلا: "لقد مارست مهامي طيلة ثلاث سنوات، واعتقد أن الوقت حان للتغيير". ولكن السنيورة "64 عاماّ" شدد على أن القرار النهائي يعود للغالبية النيابية التي ينتمي إليها وان لم يكن هو نفسه نائبا. * ولم يتطرق الفرقاء خلال حوارهم في الدوحة إلى من سيتولى رئاسة الحكومة أو الشخصيات التي ستشارك فيها، ولكن المعارضة الممثلة في حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون وحركة أمل أعطت إشارات ايجابية، حيث تعهدت بعدم عرقلتها لعملية تشكيل الحكومة، ونقلت الصحف اللبنانية عن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قوله إن المعارضة ستناقش الأمور المتعلقة برئاسة الحكومة أو التشكيلة الوزارية بروح ايجابية للمعالجة.. ويؤكد حزب الله أنه لا يمانع في أن تسمي الموالاة وزيرا شيعيا ولكنه لا يرغب في أن يمثل مباشرة في الحكومة. * * ينص نظام اقتسام السلطة في لبنان على ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية دائما مسيحيا مارونيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان مسلما شيعيا. * - أرجئ التصويت على اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية 19 مرة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود في 24 نوفمبر الماضي. * يتطلب انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان بحسب الدستور تعديل المادة 49 من الدستور والتي تمنع على موظفي الفئة الأولى من الترشح للرئاسة الأولى إلا بعد مرور عامين على تقديم استقالاتهم. ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري تجاوز هذه العقدة الدستورية استنادا إلى دراسة وضعها النائب في الأكثرية بهيج طبارة. * العماد ميشال سليمان، هو ثالث الرؤساء الآتين من المؤسسة العسكرية إلى رئاسة الجمهورية بعد كل من اميل لحود وفؤاد شهاب. * شارك كل من وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل وإيران منوشهر متكي وسوريا وليد المعلم في جلسة انتخاب الرئيس اللبناني. ولكن الوزير السعودي غادر بيروت مباشرة بعد انتهاء الجلسة. * تبلغ مساحة لبنان 10452 كلم مربع، أي أحد أصغر بلدان الشرق الأوسط بينما يبلغ عدد سكانه 1.4 ملايين نسمة "أرقام 2006".. * تدعو اتفاقية الدوحة أيضا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بحق النقض "الفيتو"؛ حيث تتألف من 30 وزيرا: 16 للأكثرية النيابية و11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية. * * سمير جعجع: رئيس مجلس النواب خالف الدستور * أعلن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع أن القوات اللبنانية تسجل تحفظا مبدئيا عن عدم تعديل المادة 49 من الدستور في صورة تجعل انتخاب العماد سليمان بعيدا من أي لغط .. واعتبر أن انتخاب سليمان رئيسا للجمهورية من دون تعديل هذه المادة يشكل مخالفة دستورية يرتكبها رئيس مجلس النواب نبيه بري.