قررت منظمة "أوبك" خفض إنتاجها اليومى بنحو 520 ألف برميل، ما جعل أسعار العقود الآجلة تسجل ارتفاعا طفيفا في تعاملات أمس، رغم ذلك لم يستبعد شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم ورئيس المنظمة، استمرار تراجع الأسعار خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة بالنظر إلى وجود كميات فائضة في السوق وتراجع الطلب بسبب تباطؤ أو ضعف نمو الاقتصاد العالمي، أما وكالة الطاقة الدولية فقد اعتبرت سعر 100 دولار للبرميل لا يزال مرتفعا للغاية. ف.بعيط / الوكالات أكد وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل الرئيس الحالي ل "أوبك" في مؤتمر صحفي عقد مباشرة بعد الاجتماع ال 149 للمنظمة، أن هذه الأخيرة حددت حجم إنتاجها اليومي ب 8.28 مليون برميل وهو حجم الإنتاج الذي كان سائدا في شهر سبتمبر الماضي. وأرجع خليل انخفاض أسعار النفط إلى ارتفاع قيمة الدولار وتحسن الأوضاع السياسية في بعض البؤر الساخنة على مستوى العالم معتبرا حجم الإنتاج الذي توفره الدول الأعضاء للسوق العالمية يؤمن الاحتياجات العالمية. وأشاد الدكتور شكيب خليل بأهمية القرار الذي تبناه وزراء النفط والطاقة بتوافق الآراء وأعرب عن اعتقاده بأن الحفاظ على سقف الإنتاج الرسمي الحالي من خلال العودة إلى العمل باتفاق سبتمبر 2007، سيساهم في استقرار السوق موضحا أن التخفيض في الإنتاج قد تم توزيعه على الدول الأعضاء بالتراضي. وسجلت أمس أسعار النفط للعقود الآجلة ارتفاعا طفيفا في التعاملات المبكرة في وقد ارتفع الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم شهر اكتوبر 57 سنتا ليصل إلى83.103 دولار للبرميل بعد أن هبط في وقت سابق من الجلسة إلى 06.102 دولار للبرميل، وارتفع أيضا خام برنت بواقع 46 سنتا ليبلغ 80.100 دولار للبرميل بعد أن تراجع خلال تعاملات الليلة ما قبل الماضية إلى ما دون مستوى ال 100 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوياته خلال خمسة أشهر. وأعرب وزراء النفط والطاقة في "أوبك" عن استعداد المنظمة للتحرك الفوري واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة أية تطورات مفاجئة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار السوق أو حدوث تراجع حاد أو مفاجئ بأسعار النفط . وجاء في البيان الختامي لاجتماع "أوبك" أن القرار الجديد تم اتخاذه وفق المعطيات القائمة حاليا في السوق النفطية العالمية بالإضافة إلى تراجع الطلب العالمي على النفط واستمرار انخفاض الأسعار المتأثر بضعف النمو الاقتصادي العالمي وتحديدا في منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالإضافة إلى تحسن القيمة الشرائية للدولار الأمريكي وتراجع حدة التوتر في ما يسمى بالعوامل الجيوسياسية، كما أعرب البيان عن أسف المنظمة إزاء طلب اندونيسيا تعليق عضويتها وأملها في أن تعود للانضمام للمنظمة مرة أخرى . وقد انتخب اجتماع "أوبك" وزير النفط الأنغولي ديسيديرو داغراكا فيريسمو إي كوستا رئيسا لمنظمة الدول المصدرة للبترول خلال عام 2009 ووزير البترول والمناجم في الإكوادور الدكتور غالو شيريبوغا زاميرانو نائبا للرئيس ومحافظ الكويت السيدة سهام رزوقي رئيسة لمجلس المحافظين ومحافظ ليبيا الدكتور عبدالله عمار بالوت نائبا لرئيسة مجلس المحافظين خلال نفس العام . كما قرر وزراء النفط والطاقة في الأوبك عقد المؤتمر العادي المقبل في 15 مارس من عام 2009 بمقر الأمانة العامة في فيينا أي قبل موعد انعقاد المنتدى الدولي تحت شعار البترول "مستقبل الاستقرار والاستدامة" والذي سيعقد في قصر الهوفبورغ التاريخي بوسط العاصمة النمساوية يومي 18 و19 مارس 2009 . أما وكالة الطاقة الدولية فقد اعتبرت أي خطوة للحد من إنتاج النفط قد تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي المتعثر، وقال ديفيد فايف المحلل في قسم صناعة وأسواق النفط بالوكالة "قبل كل شيء فان سعر 100 دولار للبرميل لا يزال مرتفعا للغاية بالنسبة للجميع."