أنهيت أمس مهام المدير العام للمكتبة الوطنية أمين الزاوي، بعد خمس سنوات من اعتلائه هذا المنصب ويرجع الكثير من المتتبعين للمشهد الثقافي هذا القرار من السلطات العليا للبلاد إلى أخطاء إستراتيجية ارتكبها الزاوي في الآونة الأخيرة. تأكدت أمس الإشاعات التي تداولها الوسط الثقافي، حول إقالة المدير العام للمكتبة الوطنية أمين الزاوي، حيث أنهيت مهامه بعد خمس سنوات من اعتلائه منصب المدير العام الذي عين فيه بمرسوم رئاسي وباقتراح من وزارة الثقافة، التي تقوم باقتراح الأسماء كهيئة استشارية على رئيس الجمهورية فقط، وبالتالي فإن قرار الإقالة يكون قد جاء من أعلى مستوى من الجهاز التنفيذي في البلاد. يرجع الكثير من المهتمين قرار الإقالة إلى مجموعة من الأخطاء الإستراتيجية التي وقع فيها الزاوي في الأيام الأخيرة، خاصة تلك الحملة التي خاضها ضده المثقفين الجزائريين المحسوبين على التيار الوطني وغيرهم، حول التصريحات الخطيرة التي أدلى بها الشاعر السوري أدونيس في المكتبة الوطنية الداعية الرسمية والراعية للقاء والتي مس فيها أدونيس بإحدى ثوابت الأمة الجزائرية ألا وهي الدين الإسلامي، الذي وصفه بأنه سبب العنف والطائفية وكل ما يحدث من مشاكل في الوطن العربي وتأتي الحملة على أدونيس خاصة وأن المكتبة الوطنية واظبت منذ سنة تقريبا على التعامل مع تيار عربي واضح الاتجاه وهو التيار الماركسي والعلماني اللائكي، عبر استضافة مجموعة من الشخصيات التي كان ينصب تدخلها في اتجاه الإساءة إلى الدين الإسلامي وثوابت الأمة. متاعب أمين الزاوي لا تتوقف عند تصريحات أدونيس بل كذلك كتاب "بن شيكو" الذي سمحت المكتبة بطبعه وإيداعه والذي أوقفت وزيرة الثقافة طبعه ومنعت توزيعه داخل الوطن وقد سبق وأن أعلنت خليدة تومي عن مسؤوليتها في ذلك، لأن الكتاب يمس بالثورة التحريرية وشخصيات وطنية ويقزم من عذابات الشعب الجزائري. إقالة الزاوي لم تأت من عدم فبالإضافة إلى ما سبق ذكره، فالمدير السابق للمكتبة الوطنية كانت تربطه علاقة متوترة وفي بعض الأحيان علاقة صدام مع وزيرة الثقافة التي قاطعت المكتبة الوطنية في مناسبات عديدة، رغم أهمية الأحداث التي كانت مسرحا لها وكان آخر موقف هو حضورها اختتام فعاليات ملتقى كتاب المهجر الذي انسحبت منه. أقيل أمين الزاوي والمشهد الثقافي ينتظر اسما آخر لإدارة المكتبة الوطنية، هذا الجهاز الهام في الحركية الثقافية في الجزائر.