علمت ''الحوار'' من مصادر مطلعة أن وزيرة الثقافة خليدة تومي قد اقترحت بطلب من رئاسة الجمهورية أسماء ثقافية لاستخلاف أمين الزاوي المقال من منصبه من على رأس المكتبة الوطنية، ويتعلق الأمر بكل من عز الدين ميهوبي المدير الحالي للإذاعة الجزائرية وعبد العزيز رحابي الوزير الأسبق للإعلام ومحيي الدين عميمور، وزير الإعلام السابق، وكمال بوشامة محافظ تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''. هذا الأخير على الرغم من الخلافات الحادة بينه وبين الوزيرة التي بلغت ذروتها خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية ,2007 وهي في الأصل خلافات حول ''أحقّية'' تسيير ميزانية التظاهرة التي خصّصت لها الحكومة 700 مليار دج، وراهنت عليها لتكون أكبر تظاهرة في تاريخ الجزائر المستقلة، وبداية عودتها إلى الساحة الثقافية العربية، إذ ''جاهر'' بوشامة الذي خلف لامين بشيشي في منصب المنسق العام للتظاهرة أياما بعد انطلاقها بخلافاته مع الوزيرة، مصرّاً على أحقّيته في تسيير الميزانية، لكنّ الوزيرة رفضت وفضّلت أن تحكم سيطرتها على الميزانية، ما عجّل برحيل بوشامة وقبله بشيشي. وأفادت مصادرنا أن من بين أسباب إقالة الدكتور الزاوي هو طريقة تعامله مع الكتاب الأخير للكاتب الصحفي محمد بن تشيكو، حيث أن أعوانا من الرقابة داهموا ليلة أول أمس مقر مطبعة ''موغين'' بالبليدة، والتي كانت مكلفة بطبع كتاب بن تشيكو ''يوميات رجل حر'' وأمرت بإيقاف طبعه وحجزت الأوراق الخاصة بالكتاب، أياما قبل افتتاح الصالون الدولي 13 للكتاب في الجزائر''، بسبب ما يحويه من تهجم على شخصيات سياسية ووطنية في البلاد حسب الوزيرة تومي في ندوتها الصحفية الأخيرة. للتذكير فإن منح الإيداع القانوني بطبع كتاب بن تشيكو كان السبب الرئيسي في إقالة مدير المكتبة الوطنية أمين الزاوي من منصبه، بعد أن أعطى الزاوي رقما تسلسليا له، بالإضافة إلى سبب آخر يتعلق برعايته للشاعر أدونيس الذي وصفه عدد من الأوساط ب''الملحد'' إلى الجزائر، وتهجمه على الشيخ يوسف القرضاوي. ويمكن القول بأن إقالة الزاوي من منصبه تفقد المكتبة الوطنية إحدى الركائز الأساسية والمفعّلين للحركة الثقافية والأدبية في الجزائر.