كان الحديث فى وقت مضي ينحصر حول مخلفات الفضائيات وما تتركه وقدرتها فى التأثير على أفراد المجتمع ومرد هذه التأثيرات على العادات والتقاليد، لكن وبتطور وسائل الاتصال أصبحت الفضائيات تشكل نسبة قليلة من هذا التأثير واتجهت الأنظار إلى الشبكة العنكوبتية التى أصبحت تخلق أكثر من تأثر فى الفرد الواحد حيث طغت الثقافة الغربية على مجتمعاتنا مما جعل ثقافتنا المحلية تفقد عدة مبادئ وأساسيات كانت في يوم من الأيام أهم أعمدة المجتمع الجزائري كما كانت تعد مقياسا لحالة الناس ومدى ارتباطهم بالجانب الروحي والأخلاقي. إلا أن وقتنا الراهن كشف على كثير من السلبيات أكثر ما شد انتباهنا هو تحول العديد من المدارس إلى أوكار للفساد والرذيلة خاصة وأن التقليد المجتمعات الغربية لدى هذه الفئة وصل إلى أوجه ، أين خلقت الشوائب داخل هذه المؤسسات التى تشكل فيها فئه المراهقين النسبة الأكبر مما يلح على ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا والتى تعتبر تحصيل حاصل للظروف المعيشية الجديدة المبنية بالأساس على الظروف المادية والمظاهر وهو ما يقود بعض المراهقين والمراهقات إلى التقليد السلبي للغير، خاصة بعد أن أصبحت الانترنات فى متناول الجميع ، هذا إلى جانب غياب السلطة الأبوية وهو عامل جد مهم كون المراهق أصبح هو من يسير حياته دون تدخل الأولياء في كثير من الحالات، هنا يبقى المراهق أو المراهقة تائها في تقليده من مصدر آخر وهذه نتيجة أخرى للثقافة الغربية التي زرعت في مجتمعنا مؤخرا، ونلاحظ أن التغيير جذري حتى في اللباس، التدخين، المخدرات، الهاتف النقال، فالمراهقات يظهرن عاريات لأن محيطهن يتطلب هذا المقياس الذي لا استغناء عنه فالمجال مفتوح أمامهن دون رقيب، لا مكان إلا للابتسامات المصطنعة على الشفاه مجرد حركات صفراء لا معنى لها وضحكات فاتت درجة سلم القهقهات، نعم مراهقات لا يعرفن البراءة وإنما تذكرنك بفنانات وراقصات. هكذا تصبح الأنترنات وسيلة لهدم كيان الشعوب باعتبارها ظاهرة الانفتاح لحد الجنون، الذي أصبح بدوره ملحا في نفس الوقت ، فهذا مراهق مدمن مخدرات وتلك صديقته تشاركه الإدمان. وحتى الهاتف النقال تغيرت وظيفته الأساسية ليتحول إلى كاميرا للأفلام الخليعة القصيرة خاصة وأن كل هذه المظاهر السيئة تنتشر فى المؤسسات التربوية والجامعات وهي نتيجة منطقية للتدهور النفسي والأخلاقي والاجتماعي وتغير المجتمع وتقاليده في طريق لتكوين جيل جديد مختلف تماما عن السابق والشبيه بالغرب . هذا وفى دراسات أكاديمية أعدت العديد من المراكز البحوث تم التوصل إلى نتيجة مفادها إن أكثر المواقع زيارة من طرف الشباب والمراهقين فى المجتمع الجزائري هي المواقع الإباحية ومواقع التنصير والجهاد إضافة، خاصة فى ظل غياب الرقابة الاجتماعية ، على اعتبار غياب سلطة الأولياء كما ذكرنا سابقا وغياب قوانين ردعية، هذا وقد دعت العديد من الجمعيات المهتمة بمثل هذه المواضيع إلى ضرورة وضع حدد من خلال سن قوانين بإمكانها أن تحمي الأسرة الجزائرية من رياح الاندثار التى بدأت تعصف بيها من حين إلى آخر .