دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس، إلى ضرورة تجسيد حوار الثقافات والحضارات لمحاربة ما أسماه "الآثار السلبية للعولمة والتضييق على التطرف الفكري العقائدي"، كما أكد في هذا الشأن بأن التصوف هو طوق النجاة من الآثار السلبية للعولمة التي هبت رياحها بما لا تشتهي سفن المهرولين لها لتجلب معها العنف الذي يهدد أمما كاملة والإجرام للعالم وتفرقت السبل وعجزت عن تحقيق الأهداف التي حددها مؤسسوها الأوائل . تأكيد رئيس الجمهورية جاء في مضمون رسالته للتجانيين المجتمعين في الطبعة الثانية من الملتقى الدولي والذي تحتضنه ولاية الوادي في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 من شهر نوفمبر الجاري، وهي الرسالة التي قرأها نيابة عنه الأمين العام للرئاسة العقبي حبة أمام المشاركين الذين قدموا من 13 دولة بعد غياب المغرب لأسباب ربطها الوفد المغربي بضعف الإجراءات الأمنية في المطارات الجزائرية وهو المبرر الذي تدحضه الوقائع والوفود المشاركة الذين قدموا إلى الوادي من 13 دولة من مختلف أصقاع العالم وقاراته من اندونيسيا وايطاليا العالم العربي على غرار مصر تونس وليبيا ومن الأردن إفريقيا كالسينغال ونيجيريا. وقال الرئيس بوتفليقة على هذا المستوى "إن التصوف عمل رباني لا يهب الله قبسه إلا لأحبابه ويكون في زمن العولمة التي طويت المسافات وحولت العالم إلى قرية إلا أنها جلبت ويلات وتفرقة وفتنا أضحى ضروري معها بعث حوار الثقافات والحضارات"، وأثنى رئيس الجمهورية بالمناسبة على اختيار مدينة "قمار" كعبة العلم ودار الإصلاح كما وصفها، كما عدّد بوتفليقة مراحل مسيرة الطريقة التيجانية من عين ماضي إلى قمار وتماسين والبيض وتلمسان مشيدا بروادها الأوائل وتمثل تراث مجيد يظل منبع عزة وافتخار. وأضافت رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن الإسلام قدم المثل والتخلق بالأخلاق العالية ودعاهم إلى تحكيم العقل للتمييز بين الإسلام والمنتسبين للإسلام، واعتبر أن الزوايا تحافظ على المقومات الحضارية. وقد عرف حفل افتتاح الملتقى الدولي الثاني للتجانيين بالمركز الثقافي الجديد بالوادي حضور السلطات المحلية لولايتي الوادي وبسكرة وجمع غفير من مقاديم ومريدي الطريقة التجانية عبر العالم الإسلامي حيث توالت المداخلات تباعا منها كلمة حميد خميسي المدير العلمي للخطاب الصوفي التي تركزت عن اختيار موضوع التصوف في زمن العولمة، وقال إن التصوف أساسا يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات ويدعو إلى المحبة وفق رؤى علمية وليس خاصا بدين محدد لكل تصوف خصوصيته رغم أنه ارتبط في الإسلام بالاعتزال لكنه في الحقيقة كما يراه التجانيون علم وعمل وعبادة. أما مدير إذاعة القرآن الكريم التونسية ففقد أشاد من جانبه بدور الطريقة التجانية في نشر التعاليم السمحة للإسلام بعيدا عن التطرف والغلو في الدين، وتضمن برنامج اليوم الأول من الملتقى عدة محاضرات منها دور رجال الطريقة في مقاومة الاحتلال للأستاذ مختار فيلالي ورسالة الطريقة التجانية الإعلامية وتحديات العولمة للأستاذ الشيخ لمين انياس من السنغال.