اختتمت مساء أول أمس الأيام الدراسية الخاصة بالملتقى الدولي حول الخطاب الصوفي والعولمة المنعقدة بقاعة المحاضرات لملحقة بوزريعة يومي 24 و25 ماي، وهذا بمشاركة نخبة من الدكاترة الجزائريين العرب والأجانب والذي تخلله العديد من المداخلات والمناقشات حول الخطاب الصوفي والعولمة والصدام الحضاري• برنامج الملتقى الدولي حول الخطاب الصوفي والعولمة المنظم من طرف مخبر الخطاب الصوفي في اللغة والأدب وبمساهمة جامعة الجزائر تضمن الافتتاح الرسمي الذي استهل كلمته مدير المخبر السيد حميدي خميسي وأعلن عنه رئيس جامعة الجزائر السيد الطاهر حجار جاء في شكل جلسات نشطها نخبة من الدكاترة والأساتذة من داخل الوطن وخارجه منهم مصطفى حنفي ومنصف عبد الحق وخالد بلقاسم من المغرب، عبد الحميد هيمة، عمار جيدل، ساعد خميسي من الجزائر، أحمد حطيط من لبنان، سعد حميدي من كندا، إيريك جوفروا من فرنسا، وأسقف الكنيسة المسيحية بالجزائر هنري تيسييه، بالإضافة إلى مجموعة من الأساتذة والضيوف الجزائريين العرب والأجانب• توقف الملتقى أمام عدة محاور أساسية حيث أثار إمكانية طرح بديل يقوم على السعي إلى صياغة فكر مركب يقوم على انتقاء هذا التوجه العولمي والمهيأ لمشروع يقوم على استثمار ما يطرحه التصوف والتديّن من قيم تكمّل البعد الآخر في الإنسان الذي تسعى العولمة إلى تغييبه ورصد وتحليل أبعاد الانعطاف التأويلي في المقام الحضوري الذي تجري فيه المساوقة بين ممكنات النص العرفاني في ابتناء تجربة العالم في الوعي الصوفي وطرح الإشكالية الملخصة لبعض إستراتيجيات العولمة التي تروج للوسائل العقلانية المجردة من الروح والغارقة في الميكانيكية، وكذلك إلى بلورة تجسير افتراضي بين الخطاب الصوفي والعولمة بالاعتماد على مفهوم التعايش والنزوع الاستهلاكي زيادة على أزمة الإنسان المعاصر والتراث الروحي الإنساني وأثره في تحقيق الأمن العالمي والتجربة الصوفية كوسيلة لتحقيق الأمن الروحي• كما ارتكزت مداخلات بعض الباحثين على الفرضية التي قوامها أن الخطاب الصوفي ينطلق أساسا من رؤية عامة وشاملة للإنسان بغض النظر عن عرقه ولونه ومعتقده وأن التمثل الجمالي للذات والعالم يشكل قاعدة أساسية لخلق ثقافة ذات قيمة جمالية مشتركة توفر شروط تعايش الأفراد داخل المجتمع الواحد وتعايش الثقافات فيما بينها مهما بعدت المسافات وهذا فضلا عن الهوية الثقافية والدينية وإشكالية العولمة، حوار الحضارات وحوار الأديان بين الممكن والمستحيل، محاولة تفسير الرؤى الصوفية لدى الأمير عبد القادر وغيرها من المواضيع• في الختام خرج المشاركون في الملتقى بعدة توصيات أهمها ضرورة العمل على إنشاء جمعية تهتم بالتجارب الصوفية في الثقافة الجزائرية والسعي إلى تحويل المخبر إلى مركز للأبحاث الصوفية واقتراح تنظيم الملتقى بشكل دوري ومستمر•