يجتمع اليوم في واشنطن 20 دولة الأكثر أهمية في العالم لدراسة الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على اقتصاديات الدول. طبعا ، نحن نعلم أن أقوى دول العالم هي الدول المعروفة باسم " مجموعة الثمانية " والتي تضم كل من أمريكا وكندا وروسياوألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان، وهذه المجموعة هي التي تنظم اجتماعات سنوية لتقرير مصير العالم. فما الذي حصل حتى تم توسيع المجموعة إلى 12 دولة أخرى ؟ الحاصل هو أن دول مجموعة الثمانية لا تقوى على تجاوز الأزمة المالية الراهنة إلا بمساعدة الآخرين، لعمقها وعمق الجرح الذي خلفته. جرح جعل العالم الرأسمالي يستنجد بآليات النظام الإشتراكي لتجاوز الأزمة وتطويقها، جرح جعل الإقتصاديين الرأسماليين يناقشون في واشنطن " مفهوم الإقتصاد الإسلامي " ، جرح جعل رئيس وزراء بريطانيا قولدن براون يقوم بزيارة لدول الخليج " يستنجد بالمال العربي ". لكن الدعوة وجهت فقط إلى أهم 12 دولة في العالم من الناحية الإقتصادية. بمعنى أن اجتماع اليوم لا مجال فيه للمجاملات .. الدول المهمة فقط هي التي ستشارك. العشرون .. سوف يحددون الوصفة الطبية للإقتصاد المريض .. الدول الأخرى عليها أن تخضع وتنفذ. وهكذا فمن أصل 20 دولة ، ستكون أوروبا ممثلة بست دول هي ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا ، روسيا زائد تركيا، على أن يكون " الإتحاد الأوروبي " حاضرا في اللقاء، وهو المجموعة الدولية الوحيدة المخول لها الحضور. وتكون أمريكا اللاتينية ممثلة بخمس دول هي الولاياتالمتحدة وكندا ، والمكسيك والأرجنتين والبرازيل. وتكون إفريقيا ممثلة بجنوب إفريقيا، مع حضور أستراليا. وسيكون العالم العربي ممثلا بالعربية السعودية نظرا لوزنها النفطي والمالي. هكذا إذن يعطينا اجتماع اليوم لمجموعة العشرين صورة واضحة وبدون ماكياج للدول الهامة في العالم .. الدول التي من شأنها أن تقول كلمة في الأزمة المالية الدولية الحالية .. الدول التي من شأنها أن تقرر مصير العالم للحقبة القادمة. فبعد مفاوضات الغات وخاصة جولة الأوروغواي عام 1993.. ومنظمة التجارة العالمية .. ومجموعة السبعة، وبعدها مجموعة السبعة + 1 ، ثم مجموعة الثمانية، جاء دور مجموعة العشرين، أي مجموعة 8 + 12 دولة أخرى، هؤلاء هم الأهم في العالم، هؤلاء هم الذين يضعون لكل الدول الأخرى خريطة الطريق .