أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن الجزائر مستعدة لتمويل دراسة جدية لتثمين التراث المشترك مع تركيا وحصولها على الأرشيف الخاص بالعهد العثماني، مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر تركيا شريكا هاما في المجال الاقتصادي، معلنا عن زيارة سيقوم بها الرئيس التركي إلى الجزائر خلال السداسي الأول من سنة 2009. تباحث مدلسي الذي أنهى أمس زيارته إلى تركيا مع وزير خارجية تركيا علي باباكان علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وتبادل المعلومات حول الوضع السياسي والاقتصادي الداخلي للبلدين، المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعربا عن ارتياحهما ل"علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بين الجزائر وتركيا". وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، عرض مسؤولا البلدين المسائل ذات الاهتمام المشترك خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي وتطورات الوضع في الشرق الأوسط وكذا جهود الوساطة التركية بالمنطقة وتطور الوضع في قبرص، حيث أعرب الوزير التركي بخصوص الاتحاد من أجل المتوسط عن رغبته في إبقاء مشاورات منتظمة مع الطرف الجزائري وتقديم مشاريع مشتركة في إطار تنفيذ برنامج عمل الاتحاد. وأكد الوزير التركي بخصوص القضية الصحراوية ضرورة تدعيم الحق الشرعي للشعب الصحراوي في تقرير المصير المكرس في اللائحة المصادق عليها بلجنة الأممالمتحدة الرابعة، معربا عن أمله في أن يجد هذا النزاع حلا تحت رعاية الأممالمتحدة، مجددا دعمه للمفاوضات المباشرة برعاية الأممالمتحدة. واستعرض رئيسا دبلوماسية البلدين كافة مجالات التعاون الثنائي لاسيما الطاقة، النقل، التجارة، الصيد البحري والصناعة، السياحة والمالية، وفي هذا السياق أعرب الوزير مدلسي عن رغبته في أن يتم فتح في الجزائر مؤسسة مصرفية هامة ووكالة تأمين تركيتين لمرافقة المؤسسات التركية المتواجدة في السوق الجزائرية ودعم رجال الأعمال التركيين المهتمين بالفرص التي يمنحها الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن تحرير الاقتصاد الجزائري "واقع سيستمر". كما أبرز مدلسي أهمية الروابط التاريخية والثقافية القائمة بين الشعبين الجزائري والتركي، معربا عن استعداد الجزائر لتمويل دراسة جدية في هذا المجال لتوضيح الآفاق وتثمين التراث المشترك في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتضامن بين الشعبين، موضحا بأن الأزمة المالية الدولية لن تتأثر لها الجزائر بفضل سياسة الحذر المتبعة من طرف السوق المالي الجزائري. ومن جهة أخرى، هنأ الرئيس التركي عبد الله غول الرئيس بوتفليقة على المصادقة على تعديل الدستور، معربا عن ارتياحه لتطور العلاقات بين الجزائر وتركيا، فيما أعلن عن زيارة سيقوم بها إلى الجزائر في السداسي الأول من 2009 بعد تلقيه دعوة من رئيس الجمهورية. وأكد مدلسي أهمية التعاون الثنائي فيما يخص استرجاع التراث التاريخي المشترك من خلال تكثيف أعمال البحث والتكوين في المجال الثقافي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بأهداف شرع في تجسيدها، داعيا إلى رصد موارد أكبر لهذه الأهداف من خلال تحويلها إلى برامج عملية مفيدة وقابلة للتجسيد عبر تثمين الفضاءات الثقافية، فيما أوضح بأن الجزائر ستسترجع ماضيها الخاص وأرشيفها خلال العهد العثماني.