أنهى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي مساء الخميس زيارته الرسمية التي دامت يومين إلى تركيا إثر زيارته لمختلف المواقع التاريخية و الثقافية بأسطنبول حيث أكد على ضرورة تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين. وأكد مدلسي أنه خلال محادثاته مع علي باباكان و رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول و رئيس البرلمان التركي تم إيلاء ''أهمية كبيرة'' للتعاون الثنائي فيما يخص استرجاع التراث التاريخي المشترك من خلال تكثيف أعمال البحث و التكوين في المجال الثقافي. وأشار الوزير إلى أن الأمر يتعلق بأهداف شرع في تجسيدها داعيا إلى ''رصد موارد أكبر لهذه الأهداف من خلال تحويلها إلى برامج عملية مفيدة و قابلة للتجسيد عبر تثمين الفضاءات الثقافية". وذكر مدلسي في هذا الصدد بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي سبق أن زار تركيا عام 2005 كان قد أعطى تعليمات لمنح التعاون الثقافي ''بعدا أهم". وخلال زيارته لمختلف المواقع التاريخية لاسيما جامع السلطان أحمد و قصر توبكابي حيث اطلع على أرشيف حول الجزائر اعتبر رئيس الدبلوماسية أن ذلك ''يسمح بقراءة جديدة لتاريخنا". ودعا رئيس المتحف بقصر توبكابي ابار اورتايلي و هو كذلك أستاذ في التاريخ إلى زيارة الجزائر لتمكين مختصين في التاريخ أتراك من الاتصال بمؤرخين و خبراء جزائريين. من جهة أخرى تطرق الطرفان لمشكل اللغة فيما يتعلق بتدوين الأرشيف المكتوبة باللغة التركية خلال الفترة العثمانية. وقال مدلسي في هذا الصدد ''نحن مستعدون للعمل سويا من أجل تشكيل الأرشيف المشتركة و استرجاع التراث المشترك". للتذكير فإن الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الشؤون الخارجية مدلسي إلى تركيا لمدة يومين ستسمح بمواصلة الحوار مع تركيا في إطار معاهدة الصداقة و التعاون التي تم التوقيع عليها سنة 2006 حسبما علم لدى الوفد الجزائري عقب انتهاء الزيارة. وأكد اعضاء الوفد أن تركيا تعد الشريك السابع للجزائر في مجال التبادلات الاقتصادية و التجارية بأكثر من 3 ملايير دولار في السنة مشيرين أن الجزائر تبقى الشريك الأول لتركيا في إفريقيا و في العالم العربي. وأضاف ذات المصدر أن تركيا التي ليست مجاورة للجزائر من الناحية الجغرافية تعد أيضا البلد الوحيد الذي لا ينتمي إلى منطقة غرب المتوسط و الذي وقعت معه الجزائر معاهدة صداقة و تعاون. ويعد هذا البلد شريكا للجزائر في المسار الأورو-متوسطي الذي أصبح الإتحاد من أجل المتوسط و هو أيضا شريكا أوروبيا من خلال الإتفاق الجمركي الذي وقعه هذا البلد مع الإتحاد الأوروبي من جهة و اتفاق الشراكة بين الجزائر و الإتحاد الأوروبي من جهة أخرى الشيئ الذي أفضى إلى ''توافق'' في مواقف الشراكة. ومن جهة أخرى أشار ذات المصدر إلى أن تركيا قامت بمبادرات مع إفريقيا و العالم العربي مما يمثل مجالات أخرى ''للتضامن و التوافق في المصالح'' مما سينعكس إيجابيا على العلاقات الجزائرية التركية. على المستوى الثنائي تصدر تركيا نحو الجزائر التي تبيع لها المحروقات أساسا أكثر من مليار دولار من السلع في السنة بحيث تم إحصاء حوالي 160 مؤسسة تركية في الجزائر. وتنشط هذه المؤسسات في ميادين مختلفة لا سيما البناء و الأشغال العمومية و المحروقات إلى جانب المساهمة في القضاء على المساكن الهشة في الجزائر من خلال إنجاز 35000 مسكن. وأضاف الوفد أن تركيا تبقى ''نموذجا'' بالنسبة للجزائر مؤكدا أن هذا البلد الإسلامي عرف كيف ''يوفق بين احترام التقاليد و الأصالة و التفتح على العالم العصري مما يفسر التطور الإيجابي للمجتمع التركي". ويتمثل المجال الأخر الذي يمكن أن تستغله الجزائر كنموذج في قطاع السياحة بحيث طورت تركيا صناعتها السياحية خلال ال20 سنة الماضية و يستقبل هذا البلد حوالي 25 مليون سائح في السنة.