يشرف اليوم عبد الرشيد بوكرزازة وزير الاتصال على تدشين وحدة ورقلة التابعة لمطبعة الوسط التي من شأنها القضاء على مشكل التأخير في وصول اليوميات الوطنية إلى ولايات الجنوب. وتأتي هذه الخطوة بعد طول انتظار وبمبادرة من مطبعة الوسط التي استطاعت أن تكسب الرهان في جولة مرطونية بعدما رفض الخواص أن يستثمروا في هذه الوحدة الإنتاجية بالجنوب الجزائري. وحسب ما أكده الرئيس المدير العام لمطبعة الوسط بباب الزوار السيد عبد القادر مشاط ، فإن التفكير في إنشاء وحدة مطبعية تابعة لمطبعة الوسط بورقلة يعود إلى سنة 2006 في إطار المخطط التوسعي الناتج عن التطور والرقي الطبيعي للشركة وبالرغم من كل الصعوبات التي اعترضت الفريق القائم على هذه المؤسسة والتي كانت سببا في تعطيل المشروع، إلا أن المطبعة حاليا أصبحت جاهزة. وتعود أسباب تخلف مشروع ورقلة -يضيف المتحدث- إلى كون المطبعة كانت تابعة لمجمع الصحافة والاتصال الذي لم تكن له أي رؤية إستراتيجية وسياسة خاصة بقطاع الصحافة والاتصال عموما. وباعتبار أن هذا القطاع استراتيجي ، فبفضل الرؤية السديدة لرئيس الجمهورية الذي كلف وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة باحتواء القطاع تم إلحاق المطبعة بوزارة الاتصال. وزير الاتصال ساهم في إعطاء الدفعة القوية لهذا المشروع، حيث أعطى أهمية كبرى لانتشار الصحافة الجوارية وإيصال الجرائد في وقتها للمواطنين حيثما كانوا، مما ترتب عنه تسريع غير مسبوق في وتيرة العمل والانجاز من خلال سهره شخصيا ووقوفه على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمشروع أو بالعقبات التي قد تعترض إنجازه. ويحمل مشروع إنشاء مطبعة بورقلة بعدا استراتيجيا له دلالة قوية عن الجزائر العميقة، كما يعتبر لبنة جديدة ستساهم في بناء الصرح الإعلامي بالجزائر من خلال توسيع وإيصال المنتوج الإعلامي والثقافي لكل المواطنين، بالإضافة إلى تشجيع الصحافة الجهوية بالخصوص لا سيما وأن ولاية ورقلة تعتبر رئة الاقتصاد الجزائري ونجد بها كل الإطارات الجزائرية والأجنبية التي هي بحاجة للاطلاع على الجرائد حين صدورها. هذا المشروع الذي سيتكفل كذلك بطباعة الكتب والمجلات بمختلف أنواعها وألوانها جاء في وقت رفض فيه الخواص أن يخوضوا مغامرة انجازه بحجة أنه غير مربح، لكن شركة مطبعة الوسط قبلت بالمخاطرة وكسبت الرهان الذي يقوم أساسا على ضمان حق الإعلام لكل مواطن جزائري. أما فيما يتعلق بالتكلفة الإجمالية لمشروع مطبعة ورقلة ، فقد بلغت حوالي 40 مليار سنتيم وهو مبلغ متأتي من أموال الشركة الأم التي استثمرتها من أرباحها الخاصة خارج أي دعم، حيث نجد أن هذه المطبعة الجديدة تغطي كل من ولاية: ورقلة، الواد، الأغواط، بسكرة وغرداية وساهمت في خلق 40 منصب شغل موجه لأبناء المنطقة الذين يعانون من مشكل البطالة. ويبقى أن آفاق الشركة المستقبلية ترتكز أساسا على تغطية كامل ولايات الجنوب من المنتوج الثقافي والفكري والعلمي، تقريب الصحافة من المواطن، خلق نشاط وحركية اقتصادية وثقافية، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات الجديدة لإنشاء جرائد محلية وجهوية، مع العلم أن الطلبات من هذا النوع قد بدأت تصل. ويذكر أن شركة الوسط للطباعة هي مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي أنشأت على ضوء الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي عرفتها الجزائر في أواخر الثمانينات والتي أفضت إلى تبني دستور 1989 الذي فتح بدوره الباب أمام التعديدية بشتى أنواعها.