الحوار الفلسطيني الفلسطيني تحت الخيمة المصرية يتضمن ست نقاط تتوافق مع برنامج الرئيس محمود عباس المعد كخارطة طريق نحو وضع حد للحالة الراهنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وفك نطاق العزلة المفروض على قطاع غزة.. وهذه المضامين التي حملها الوسطاء إلى غزة وعرضوها في القاهرة لم تغير في موقف "حماس" فالنقطة الجوهرية التي تقوم عليها الوساطة هي الاعتراف بدولة"إسرائيل" وبناء قاعدة لحوار وطني يؤدي إلى إقامة حكومة وحدة وطنية يقبل المجتمع الدولي التعامل معها.. ومضمون الوساطة لا يرضي مواقف "حماس" ظاهريا.. ورغم ذلك فإن الوساطة في العرف السياسي الدبلوماسي كان لابد منها وإن حملت منذ البداية مبادرة فشلها.. وساطة "الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة " رئيس الوزراء القطري فشلت قبل سنتين رغم احتوائها على شروط نجاحها في جمع الأطراف المتصارعة فقطر التي برزت ب"اعتدالها" في صراع الشرق الأوسط تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع"إسرائيل" ولها علاقات ود مع"حماس"التي قبلت على الدوام دعما قطريا ماليا غير مشروط منذ عهد الراحل الشيخ ياسين.. وتسجل كل الوساطات فشلها، وتفشل معها "حماس" في فك عزلتها بسبب تجدد رفضها لمبادرة تضمنت هذه النقاط الست: 1-التزام الحكومة الفلسطينية بقرارات الشرعية الدولية. 2-التزام الحكومة بالاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها الموقعة مع إسرائيل. 3- ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة على حدود 1967 إلى جانب دولة إسرائيل كما ورد في خطاب الرئيس جورج بوش. 4-الاتفاق على وقف كل أشكال العنف بشكل متبادل ومتزامن . 5-العمل على تفعيل منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة . 6-تولي منظمة التحرير ورئاسة السلطة والقيادة الفلسطينية مسؤولية الملف السياسي بما في ذلك المفاوضات. والمرونة التي قد يتوقعها أحد في مواقف"حماس" المتشددة لم تتعد القبول باعتراف متبادل بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية في ظل صيغة تكون معها دولتان" فلسطينية وإسرائيلية" والاعتراف بحدود 1967 والقبول بها حدودا لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية.. والقبول بهذه المرونة أو رفضها تبقى من اختصاص المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وأية وساطة إقليمية أو عربية لا تجدي نفعا.. ونفاذ جولات الحوار وإفراغ الوساطات من محتواها فتح الطريق أمام الرئيس محمود عباس لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، تلغي أية شريعة ل"حماس".