تواصل إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع من غلقها وسط تفاقم للأزمة الإنسانية التي يعيشها نحو مليون ونصف مليون فلسطيني، وأوضح مدير عمليات أونروا في قطاع غزة جون غينغ أن الكمية التي أدخلتها إسرائيل أمس من المساعدات لا تكفي حتى للبقاء على قيد الحياة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أصدر تعليماته بإبقاء المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة مغلقة وذلك بحجة استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وكانت إسرائيل قد سمحت أمس بدخول كميات محدودة من الوقود والمساعدات إلى غزة لكنها لم تسهم في تشغيل محطة الكهرباء التي ما زالت متوقفة عن العمل، ورغم سماح سلطات الاحتلال بدخول هذه الكميات المحدودة إلى القطاع لم يتغير الوضع الإنساني، فمحطة الكهرباء لم تشتغل بعد بسبب طول مدة توقفها كما أكد المسؤولون عن المحطة. وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن الأزمة الإنسانية ستتفاقم إذا بقيت إسرائيل مستمرة في غلق المعابر رغم النداءات الدولية لرفع المعاناة عن سكان القطاع، ووفقا لجماعات إغاثة دولية سيكون لدخول هذه المساعدات تأثير ضئيل لأن المعابر الحدودية أغلقت مدة طويلة، ما أدى إلى نفاد الاحتياطي من جميع السلع الأساسية، ووصف المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) كريستوفر جونيس الإجراءات الإسرائيلية بأنها ليست كافية، وأكد أن أونروا لا يمكنها العمل بشكل طبيعي دون تدفق مستمر من الإمدادات، ليس فقط الطعام بل كتب التلاميذ التي أوقفتها إسرائيل أيضا منذ أسابيع، من جانبه قال وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة باسم نعيم إن القطاع واجه أزمة حقيقية لا يمكن تخفيف حدتها من خلال تلك الحيل "الصهيونية"، في إشارة إلى العدد المحدود من الشاحنات التي سمح بدخولها. من جانبه جدد مدير عمليات أونروا في قطاع غزة جون غينغ مناشدته إسرائيل فتح المعابر ودعوته الدول العربية والغربية لتقديم المساعدات لسكان غزة المحاصرين، وأكد أن أهالي القطاع لا يحتاجون لكلمات التعاطف بل إلى تصرف ملموس وقرار لتغير الوضع والاهتمام بمصالح الناس، واعتبر أن ما يحدث في غزة يدعو للخجل والعار، كما اعتبر إغلاق المعابر قرارا سياسيا. وأشار غينغ إلى أن على إسرائيل إبقاء المعابر مفتوحة بشكل كامل وليس إدخال كميات صغيرة محدودة لا تتناسب مع احتياجات الناس، ودعا إسرائيل إلى تكرار فتح المعابر يوميا، كما اعتبر الكمية التي أدخلتها إسرائيل أمس من المساعدات وهي30 شاحنة تشكل10% فقط مما تحتاجه أونروا يوميا، مؤكدا أن هذه الكمية "لا تكفي حتى للبقاء على قيد الحياة"، إذ إن الناس في شوارع غزة "لا تجد الخبز لتأكله"، وهناك نقص في كل المواد الغذائية. ويشير المسؤول الأممي إلى أن 70% من القطاع دون كهرباء إضافة إلى الحالة السيئة في مياه الشرب وتصريف المياه الآسنة والوضع في المستشفيات، وكانت المستشفيات في قطاع غزة قد اضطرت إلى استخدام الشموع للإنارة بسبب استمرار انقطاع الكهرباء كما استخدمت المطاحن علف المواشي بدل القمح لإنتاج الدقيق.