أكدت الهند رسميا انتهاء العمليات في مومباي والقضاء على المسلحين الذين كانوا متحصنين في فندق تاج محل والمركز اليهودي بعد 59 ساعة من هجمات في عاصمة الهند المالية خلفت 195 قتيلا بينهم 23 أجنبيا على الأقل معظمهم أمريكيون وإسرائيليون. وأكد قائد القوات الخاصة جي كي دوت وقائد شرطة مومباي حسن غفور انتهاء العمليات في فندق تاج محل. وأعلن مقتل ثلاثة مسلحين في الهجوم بالإضافة إلى أحد جنود القوات الهندية الخاصة، وقال الصحفي كريشنا كومار إن غفور عقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق أعلن خلاله أن عدد الإرهابيين كان عشرة وأن تسعة منهم قتلوا وألقي القبض على العاشر. وشنت القوات الهندية الهجوم الأخير لتصفية آخر المسلحين المتحصنين داخل فندق تاج محل في مدينة مومباي فجر أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة وتصاعدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب في الطابقين الأول والثاني بعد سلسلة انفجارات تزامنت مع إطلاق نار كثيف، ويأتي اقتحام فندق تاج محل بعد ساعات من انتهاء قوات هندية خاصة من اقتحام مركز يهودي في مومباي بمقتل مسلحين اثنين وخمسة رهائن, بينهم حاخام أمريكي وزوجته الإسرائيلية، وفي فندق ترايدنت أوبروي قتل الأمن مسلحَين وحرر 143 شخصا أول أمس, وأكد قائد القوات الخاصة أن المكان "أصبح خاليا من الإرهابيين". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر استخباري هندي أن ثمانية من المسلحين الذين شاركوا في الهجوم تسللوا إلى المدينة قبل شهر من بدء الهجوم، وقال إن هؤلاء تنكروا في هيئة طلاب ماليزيين واستأجروا منزلا ثم قاموا بعمليات استطلاع قبل بدء الهجوم، وأشار إلى أن مجموعة أخرى انضمت إلى هؤلاء مساء الأربعاء آتية عن طريق البحر قبل بدء الهجوم. والقتلى الأجانب هم ستة إسرائيليين وستة أمريكيين وفرنسيان وأستراليان وكنديان وألماني وياباني وبريطاني من أصل قبرصي وإيطالي وسنغافوري وتايلندي وصيني، وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن ثمانية قتلى إسرائيليين سقطوا بالهجمات بعضهم لديه الجنسية الأميركية إلى جانب الإسرائيلية، موضحا أن ستة منهم قضوا في المركز اليهودي واثنان آخران في مكان آخر بالمدينة. وقدر المركز المحلي لمراقبة الكوارث عدد ضحايا الهجمات ب195 قتيلا و295 جريحا، بموازاة ذلك تراجعت باكستان أمس عن عرض سابق بإرسال رئيس جهاز استخباراتها العسكرية إلى الهند للمساعدة في التحقيق في الهجمات وقررت إرسال مسؤول أقل مستوى لإنجاز المهمة، وقال زاهد بشير مدير مكتب رئيس الوزراء الباكستاني إن إسلام آباد سترسل ممثلا لوكالة الاستخبارات وليس مديرها بناء على طلب رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ للمساعدة في التحقيقات الخاصة بهجمات مومباي، ورفض بشير ذكر شخصية المسؤول الذي تقرر إرساله بعد انتقادات وجهتها المعارضة لعرض إرسال رئيس الاستخبارات، إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر حكومي قوله إن الأمر متصل بالتحفظ الذي أبداه الجيش على إرسال مدير الاستخبارات. وعقدت الحكومة الباكستانية اجتماعا لبحث هجمات مومباي بعد القرار بتخفيض مستوى الشخصية التي ستشارك الهند تحقيقاتها في الهجمات، وفي السياق نفسه ذكرت شبكة "جيو" التليفزيونية الإخبارية أن وزير الخارجية شاه محمود قريشي غادر العاصمة الهندية عائدا إلى بلاده بشكل مفاجئ، وكان قريشي يقوم بزيارة مدتها أربعة أيام عند وقوع الهجمات يوم الأربعاء الماضي، وقد دعا أول أمس إلى تعزيز التعاون مع نيودلهي في مكافحة الإرهاب، طالبا من الهند عدم إلقاء اللوم على بلاده في الهجوم. الوكالات/ واف