انتهت أمس المواجهات بين المهاجمين وقوات الامن الهندية في اروقة فندق تاج محل في مدينة بومباي الهندية بينما اعلن مسؤولون هنود ارتفاع حصيلة ضحايا الهجمات التي شهدتها المدينة منذ مساء الأربعاء الماضي الى 195 قتيلا و370 مصابا. نقلت الانباء عن قائد شرطة مومباي ان قوات الامن قتلت ثلاثة مسلحين كانوا متحصنين في الفندق فيما قامت قوات الكوماندوس بتمشيط غرف الفندق بحثا عن المتفجرات والمسلحين. وخاضت قوات الامن مواجهات عنيفة مع المسلحين للسيطرة على الفندق على مدى ثلاثة ايام تخللها دوي اطلاق النار والانفجارات، وشوهدت ألسنة اللهب والدخان تخرج من نوافذ الفندق الذي يبلغ عدد غرفه اكثر من 400 غرفة . وانهت قوات الامن في وقت متأخر من نهار الجمعة احتجاز المهاجمين لعدد من الرهائن في مركز ناريمان اليهودي في المدين، وتأكد مقتل خمسة اشخاص من بين نزلاء المركز هم حاخام وزوجته واسرائيليان وامريكي بالاضافة الى اثنين من المهاجمين، ويتبع مركز ناريمان الى منظمة شاباد لوبافيتش اليهودية ومقرها نيويورك. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الرهائن الخمسة كانوا قد قتلوا على يد المهاجمين قبل اقتحام قوات الامن للمركز بعدة ساعات، وتأكد حتى الان مقتل 18 من الرعايا الأجانب في هذه الهجمات من بينهم 4 امريكيين، فيما قتلت قوات الامن حتى الآن 9 مهاجمين على الاقل وألقت القبض على واحد. ومن بين الجرحى خمسة بريطانيين، ثلاثة ألمان، اثنان من الولاياتالمتحدة، اثنان من عمان، وواحد من كل من النرويج، أسبانيا، كندا، فنلندا، الفلبين، استراليا، إيطاليا، والصين، بينما لم تعرف جنسية جريحين آخرين. من جهة اخرى وصل فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي الى الهند لمساعدة السلطات الهندية في التحقيقات الجارية، واعلن مسؤول امريكي يعمل في مجال محاربة الارهاب انه من السابق لاوانه التوصل الى استنتاجات حول الجهات التي تقف وارء هذه الهجمات. واشار الى ان هذه الهجمات مشابهة لتلك التي تشنها الجماعات المسلحة في القسم الهندي من اقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند باكستان. كما اوفدت بريطانيا فريقا من خبراء الادلة الجنائية الى الهند لمساعدة السلطات الهندية في التحقيق التي تقوم بعد توجيه الاخيرة طلب مساعدة. في هذه الاثناء قررت باكستان امس عدم ارسال رئيس اجهزة الاستخبارات الباكستاني كما كانت اعلنت الجمعة، للمساعدة في التحقيقات حول هجمات بومباي بل ممثلا عن هذه الاجهزة حسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء. على صعيد التداعيات الدبلوماسية للهجمات، قال وزير الخارجية الهندي إن عناصر على علاقة بباكستان متورطة في الهجمات على بومباي، لكن نظيره الباكستاني حث الهند على ألا تقحم السياسة في القضية، مضيفاً يجب أن نضم أيادينا لهزيمة العدو. وتقول مصادر الانباء في باكستان إن هناك شعوراً لدى كبار المسؤولين الباكستانيين أن الهند تصرفت بعجلة عندما ربطت بين بلادهم وتفجيرات بومباي، وفي بريطانيا نفى مسؤولون بريطانيون التقارير التي اشارت الى تورط مواطنين بريطانيين من أصل باكستاني في الهجمات، وكانت قوات الشرطة اجلت 100 شخصا من نزلاء فندق اوبروي ترايدنت في بومباي بينما عثرت على 24 جثة. وأعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم مجاهدو ديكان مسؤوليتها عن الهجمات، إذ بعثت المنظمة المذكورة، والتي لم تكن معروفة في السابق إلا على نطاق ضيق، برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى وكالات الأنباء تعلن فيها مسؤوليتها عن تنفيذ الهجمات، وأصبحت مدينة بومباي في الفترة الأخيرة مسرحاً لعدة هجمات مماثلة أُلقي اللوم فيها على مسلحين إسلاميين، وتأتي الهجمات الأخير في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند وباكستان تحسنا، وبعد أيام فقط من التصريح الذي أدلى به الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وقال فيه إن بلاده لن تكون البادئة باستهداف الهند بالصواريخ. ويذكر ان ثمة اتفاقا بين البلدين الجارين لمكافحة الإرهاب، ينص على قيامهما بتبادل المعلومات بشأن الهجمات الارهابية.