أعلنت الشرطة الهندية الجمعة عن انتهاء عملية تحرير الرهائن في المركز اليهودي في مومباي، فيما ينتظر قيام رئيس الاستخبارات الباكستانية بزيارة للهند قريبا بناء على دعوة رئيس الوزراء الهندي لتبادل المعلومات بشأن هجمات مومباي. * * وكانت قوات الكوماندوز الهندية قد أعلنت أن فندق ترايدنت أوبروي في مومباي الذي يحتجز فيه مسلحون رهائن أجانب "قد بات تحت سيطرتها"، بينما انتهت العملية العسكرية التي كانت تتم في "منزل شاباد" الذي كان يحتجز فيه مسلحون عددا غير معروف من اليهود كرهائن. * ونقلت وكالة "رويترز" أن مجموعة من قوات الكوماندوز الهندية قد غادرت المركز اليهودي بالمدينة الجمعة، وقال تلفزيون محلي إن العملية انتهت وإن المسلحين الذين كانوا يحتجزون الرهائن "إما قتلوا أو اعتقلوا". * وبحسب السلطات الهندية فقد ارتفعت حصيلة الهجمات التي وقعت مساء الأربعاء في مومباي إلى 154 قتيلا بينهم عدد غير محدد من الأجانب بعد العثور على 24 جثة ، و14 عنصرا من قوات الأمن الهندية وأكثر من 317 جريحا. * وقال الجنرال دوت قائد الحرس الهندي في وقت سابق إن رجاله يحاولون الاحتكاك بالمشتبه الموجود في فندق "تاج محل" لدفعه إلى تسليم نفسه حياً أو "رؤية ما يمكن فعله إذا قرر المقاومة،" كما أكد أن وحدات أخرى من قواته تحاول الأمر عينه مع المسلحين الموجودين في فندق أوبيريو، في حين غادر فريق إنقاذ إسرائيلي متوجهاً إلى الهند، لمتابعة وضع عدد من الرهائن اليهود الذين احتجزوا في مركز يهودي بمومباي. * وقال الناطق باسم فريق الإنقاذ إن المجموعة تضم ستة أشخاص، إلى جانب ذوي أحد الرهائن، والحاخام غابريال هولتزبيرغ، وزوجته ريفكا، الذي قرر والده ووالدته الذهاب إلى الهند للاعتناء بحفيدهما بعدما تمكن من الفرار.ويعيش في المركز اليهودي الذي يعرف باسم "منزل شاباد" والمكون من خمسة طوابق عدة عائلات يهودية، ويعتقد أن المسلحين يحتجزون حالياً ثلاثة أو أربعة أشخاص داخله. وسادت الفوضى تسود عاصمة المال والصناعة الترفيهية، مدينة مومباي الهندية، فيما استقر عدد القتلى حتى الآن عند 125 قتيلاً، بينهم ستة من الأجانب على الأقل وأكثر من 14 شرطياً هندياً. * أما القتلى الأجانب الذين عرفت جنسياتهم حتى الآن فهم ستة، بينهم ياباني وأسترالي وبريطاني، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيطالية مقتل أحد المواطنين الطليان، ومازال عدد الجرحى حتى الآن في حدود 327 جريحاً.وسُمعت أصوات انفجارات في فندق أوبيريو، حيث مازال مسلحون يحتجزون عدداً من الرهائن، وشوهد الدخان يندفع خارج الفندق، فيما عثرت الشرطة على ثمانية كيلوغرامات من مادة "آر دي أكس" RDX شديدة الانفجار في مطعم بالقرب من فندق "تاج محل". * وقال مصادر في شرطة ولاية مهرشترا، حيث توجد مدينة مومباي، إن قائد وحدة رئيس مكافحة الإرهاب، هيمانت كاركاري، لقي مصرعه في الهجمات. * * رئيس وزراء الهند يحذر "الدول المجاورة" بعد تفجيرات مومباي * في أول تصريح له على الهجمات التي شهدتها مومباي، قال رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، إن الهجمات تميزت بالتخطيط والتنسيق الجيدين، متعهداً بإيقاع العقاب الأقصى بالمشاركين في هذه الهجمات. * كما قال إن منفذي العملية هم "أجانب" غير أنه لم يحدد جنسياتهم.وقال سينغ إن المشاركين في هذه الهجمات لن يفلتوا من العقاب، مشيراً إلى أن بلاده تنسق مع الدول المجاورة في محاربة الإرهاب ومنع كون أي منها منطلقاً لهجمات إرهابية على الدول الأخرى.وطالب رئيس الوزراء الهندي السكان في مومباي بالتزام الهدوء والاستماع إلى توجيهات الشرطة خلال عملهم في إنهاء الوضع في المدينة.وكانت شرطة مومباي قد أعلنت حظراً للتجول، غير أن هذا الحظر لم يمنع الناس الفضوليين من الخروج من منازلهم والتوجه إلى المواقع التي شهدت حوادث إطلاق النار، ومتابعتهم للأمور عن كثب. * * باكستان تدين التفجيرات * هذا وقد أدان رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني التفجيرات وقال إن بلاده "تقف بقوة ضد الإرهاب والتطرف،" ورداً على سؤال حول احتمال أن تنفيذ باكستانيين قال: "من حق الجميع أن يقولوا ما يريدون قوله، لكن بلادي تعرضت في السابق لضربات إرهابية."وأضاف جيلاني: "تألمت فعلاً لمقتل أكثر من 100 شخص وجرح أكثر من 270، هذه جريمة بشعة ونحن ندينها،" متجنباً الرد على سؤال حول رأيه بهوية المهاجمين. * هجوم على بناية يقطنها يهود * من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها تحاول تحديد مصير 20 إسرائيلياً فقدوا في المدينة، فيما قالت الشرطة الهندية إن أربعة من المسلحين سيطروا على مبنى "ناريمان هاوس" حي تقطن عدة أسر يهودية. * وقالت الشرطة إن المسلحين أطلقوا النار بصورة عشوائية من البناية، فقتل اثنان في منزلهم إضافة إلى مراهق لقي مصرعه عندما قفز من شقته. * وكشفت الأنباء أن المسلحين مازالوا يعتصمون في بناية يقيم فيها عدة عائلات يهودية، وعرف من بين المحتجزين فيها، الحاخام غبراييل هولتزبيرغ وزوجته. * من هو تنظيم "ديكان مجاهدين" الذي تبنى هجمات مومباي؟ * تنظيم "ديكان مجاهدين" يتبنى هجمات مومباي * أذهل إعلان تنظيم يطلق على نفسه اسم "ديكان مجاهدين" مسؤوليته عن هجمات مومباي الدامية الكثير من المراقبين، الذين استغربوا أن تُنسب الهجمات إلى منظمة شبه مجهولة، يعني اسمها - وفق اللغة السنسكريتية القديمة - "مجاهدو الجنوب." * وأبدى خبراء الأمن جهلهم التام بهوية هذا التنظيم، وما إذا كان يشكل جماعة جديدة، أم أن عناصره هم من أفراد جماعة قديمة تفككت جراء ضربات أمنية أو انشقت. * وكان رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، قد تحدث عن منفذي العمليات قائلاً إن هجماتهم تميزت بالتخطيط والتنسيق الجيدين، وأن أهدافهم تمثلت في إحداث أقصى قدر من الفوضى في عاصمة البلاد الاقتصادية. * كما قال سينغ إن منفذي العملية هم "أجانب" غير أنه لم يحدد جنسياتهم، مضيفاً أن الفاعلين والمشاركين بالهجمات: "لن يفلتوا من العقاب،" مشيراً إلى أن بلاده تنسق مع الدول المجاورة في محاربة الإرهاب ومنع كون أي منها منطلقاً لهجمات إرهابية على الدول الأخرى. * ويعتقد قادة أجهزة الأمن في الهند والولايات المتحدة أن تنظيم "ديكان مجاهدين" قد يكون على صلة بتنظيمين آخرين سبق لهما أن نفذا عمليات وهجمات في الهند، وهما "المجاهدون الهنود" و"عسكر طيبة." * ويعتبر تنظيم "المجاهدون الهنود" حركة جديدة نسبياً، إذ ظهر قبل عام تقريباً، غير أن بول كريكشانك، من مركز القانون والأمن في كلية الحقوق بجامعة نيويورك يعتقد أن لديه القدرات التنظيمية الكافية لشن هجمات بحجم تلك التي وقعت في مومباي. * وكان "المجاهدون الهنود" قد أعلنوا في السابق الحرب على الحكومة الهندية بسبب ما قالوا إنه "اضطهاد" يتعرض له المسلمون في البلاد، إلى جانب العلاقات التي تربط نيودلهي بواشنطن. * ويذكر أن التنظيم كان قد أعلن في ماي الماضي مسؤوليته عن مجموعة من القنابل التي انفجرت بصورة شبه متزامنة في مدينة جيبور الشمالية، ما أسفر عن مقتل 63 شخصاً.