تواصلت الغارات الإسرائيلية مستهدفة فرق إسعاف أسفرت عن استشهاد أحد المسعفين، مما يرفع عدد الشهداء إلى 390 وأكثر من 1750 جريحا، في الوقت الذي وصفت فيه تل أبيب مقترح باريس بتطبيق هدنة لمدة 48 ساعة بأنه "غير واقعي". وواصلت طائرات استطلاع الإسرائيلية إطلاق صواريخ باتجاه المناطق التي يطلق منها المقاومون الفلسطينيون الصواريخ بالإضافة إلى بعض الأراضي الزراعية، وقالت أيضا إن الزوارق البحرية قصفت اليوم أيضا شواطئ غزة وتحديدا ميناء الصيادين بعدد من القذائف، وأشارت المراسلة إلى أن طيران الاحتلال قصف أيضا ورشة حدادة، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين في المنازل المجاورة لها. وفي وقت سابق حلق الطيران الحربي ساعات الصباح الأولى على علو منخفض فوق غزة, ونفذ غارات قرب مخيم جباليا استشهد في إحداها مسعف وأصيب آخر بجروح. وقال جيش الاحتلال إنه دمر 31 هدفا ب70 غارة نفذت أول أمس، كما قُصف أربعين نفقا على الحدود المصرية، مما أدى إلى انهيار أجزاء من السور الحدودي, وسمح بتسلل أكثر من خمسمائة فلسطيني إلى رفح المصرية. ومن جهة أخرى، أكد عدد من سكان المنازل المجاورة لمنزل القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمود الزهار، أن الجيش الإسرائيلي وجه إليهم تحذيراً طالباً منهم سرعة مغادرة منازلهم، فيما تستعد الطائرات الإسرائيلية لقصف منزل القيادي بالحركة الفلسطينية. وقال عدد من جيران الزهار، الذي يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إنهم تلقوا تحذيراً من جيش "الاحتلال"، حيث قاموا بمغادرة منازلهم على الفور، في خطوة تكشف أن الجيش الإسرائيلي يعتزم شن عمليات تستهدف تصفية قادة حماس. وكان نجل الزهار قد قُتل في غارة إسرائيلية سابقة منتصف جانفي من العام 2008، بالإضافة إلى مقتل نحو 19 فلسطينياً وإصابة أكثر من 50 آخرين، خلال توغل للقوات الإسرائيلية قرب "حي الزيتون" و"الشجاعية" شرق مدينة غزة في ذلك الوقت. وخلال العمليات الإسرائيلية المتواصلة منذ خمسة أيام على قطاع غزة، قصفت الطائرات الإسرائيلية عدداً من المؤسسات التابعة لحركة حماس، التي تفرض سيطرتها على القطاع، من بينها مقري وزارتي الخارجية والمالية، واللذين تم تسويتهما بالأرض. تأتي هذه التحذيرات التي تستهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية، بعد ساعات من الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، والذي قررت خلاله مواصلة العمليات العسكرية ضد "أهداف حماس" قطاع غزة، رافضة اقتراحاً فرنسياً بفرض "هدنة إنسانية" لمدة 48 ساعة. وقال الناطق باسم الحكومة، مارك ريغيف، إن القرار جاء على خلفية وجود "توافق دولي على ضرورة حصول سكان جنوبي إسرائيل على حل حقيقي طويل الأمد"، غير أنه أشار إلى أن تل أبيب ستواصل العمل مع المجتمع الدولي "من أجل تلبية الحاجات الإنسانية للفلسطينيين" في قطاع غزة. إلا أن حماس أعلنت أنها "غير مستعدة" لقبول هدنة من هذا النوع، وجاء على لسان ممثلها في لبنان، أسامة حمدان، "ما من مجال لمناقشة هدنة ل48 ساعة فقط، علينا التحدث عن وضع حد للهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين، وفتح كل الحدود أمام الفلسطينيين، من أجل الحصول على مساعدات، وبعدها يمكن التحدث في السياسة، وكان قطاع غزة قد استفاق الأربعاء على جولة جديدة من الغارات وعمليات القصف لليوم السادس على التوالي، حيث ذكر ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن قصف ليل الأربعاء استهدف مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، ومبنى وزارة الداخلية التابعة لتلك الحكومة.