انتقدت فصائل المقاومة وقف إطلاق النار المؤقت في غزة الذي أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي لساعات، مشددة على استمرار القتال، لوقف العدوان الإسرائيلي وسط استمرار القصف المدفعي والغارات لليوم الثاني عشر التي خلفت 680 شهيدا وزهاء 3080 جريحا. ووصف المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم إعلان إسرائيل وقف القصف على غزة لمدة ثلاث ساعات تحت مزاعم فتح ممر للمساعدات الإنسانية بأنه تغطية من الاحتلال على جرائمه بحق المواطنين وتجميل وجهه أمام العالم. أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فتعهدت بالاستمرار في القتال, معتبرة التهدئة المؤقتة بأنها إعلان من طرف واحد . من جانبها اعتبرت لجان المقاومة الشعبية بغزة أن التهدئة الإسرائيلية قد تكون خدعة لاستدراج المقاومة. وجاءت تلك المواقف, بعد أن صرحت متحدثة باسم جيش الاحتلال أن قواتها ستعلق عملياتها العسكرية بغزة ثلاث ساعات يوميا, لدواع وصفتها بالإنسانية. وأضافت المتحدثة أن تعليق العمليات سيتم ما بين الساعة الواحدة والرابعة ظهرا بالتوقيت المحلي (من 0011 وحتى 0014 بتوقيت غرينتش). وقبيل هذا الإعلان واصل الجيش الإسرائيلي قصفه للقطاع برا وبحر وجوا, بينما استمرت الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في شمال وشرق غزة. وفي أحدث التطورات الميدانية, استشهد مسن وأصيب آخران من أفراد عائلة بعد قصف منزلهما في رفح. كما أفاد شهود عيان أن الغارات الجوية برفح أدت إلى تدمير أكثر من عشرين منزلا. واستشهد شابان أيضا في قصف جديد على شرق غزة. وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة أن الدبابات الإسرائيلية انسحبت من خان يونس جنوبي القطاع, غير أنه لا يزال هناك إطلاق نار متقطع من الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة على الشريط الحدودي. وأضاف المراسل أن مصادر عسكرية إسرائيلية تحدثت عن قصف نحو أربعين هدفا ليلة الثلاثاء بمناطق مفتوحة شرق وغرب غزة, مشيرة إلى أنه استهدف أحد الأنفاق بين مصر وغزة في تلك الغارات.كما شن صباح أمس طيران الاحتلال سلسلة غارات من بينها غارة على مسجد بمنطقة الشيخ رضوان وسط غزة. مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح. وفي وقت سابق دارت اشتباكات قوية صباح أمس جنوبي شرق القطاع بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال خاصة بحي الزيتون وحي الشجاعية, مصحوبة بتحليق مكثف للطائرات فوق سماء المنطقة. صواريخ المقاومة تستمر في ضرب المدن والبلدات الإسرائيلية وبالنسبة لعمليات المقاومة, أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أن عناصرها هاجموا قوة إسرائيلية بحي الزيتون شرق غزة. وفجروا عدة عبوات ناسفة في دبابة ميركافا 4 ومجموعة من جنود الاحتلال. مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال. كما أعلنت الكتائب صباح أمس قصف مدينتي أسدود والمجدل جنوبي إسرائيل بأربعة صواريخ من نوع غراد.وقالت أيضا: إن مضاداتها الأرضية أصابت مروحية إسرائيلية. وأجبرتها على الانسحاب من شمال القطاع, إضافة إلى تفجير عبوتين ناسفتين بقوة راجلة وناقلة جند إسرائيلية بشرق الزيتون. كما أعلنت الكتائب أنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة شرق بيت لاهيا بصاروخ من نوع آر بي جي بشكل مباشر. مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بصفوف جيش الاحتلال. وكانت الكتائب بثت الثلاثاء تسجيلين مصورين قالت إن أحدهما لقنص جندي إسرائيلي والآخر لكمين قتل فيه عدد من الجنود الإسرائيليين. من جهتها أعلنت سرايا القدس أنها قصفت سديروت وأشكول وموقع صوفا العسكري بستة صواريخ. كما أعلنت السرايا استشهاد أحد عناصرها ويدعى محمود فتوح, متأثرا بجروح أصيب بها فجر أمس شرق غزة. وفي وقت سابق اعترفت تل أبيب بمقتل سبعة جنود وإصابة 95 آخرين منذ بدء الهجوم البري، لكنها ادعت أن معظمهم قتلوا بنيران صديقة ومن بين المصابين العقيد آفي بيليد الذي يقود لواء النخبة المعروف باسم غولاني.لكن كتائب القسام أعلنت أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي تجاوز 21 قتيلا بينهم ضابط من لواء المظليين والجرحى أكثر من مائة بينهم قائد لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي المعروف بلواء غولاني. وكان المجلس الوزاري المصغر والذي يضم رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزيري الدفاع والخارجية إيهود باراك وتسيبي ليفني التأم أمس. وركز الاجتماع على بحث المرحلة الثالثة من الحرب التي تشمل التوغل المكثف داخل المناطق المأهولة.