دعت سوريا إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كجزء من تسوية شاملة للأزمة في غزة التي تعيش لليوم ال11 تحت نيران الجيش الإسرائيلي فيما تواصل فرنسا مساعيها في المنطقة لاحتواء الموقف المتفاقم في القطاع. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن تسوية أزمة غزة تتطلب وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع ورفع الحصار عن القطاع. وأضاف الرئيس السوري إن بلاده تعتبر أن ما يجري في قطاع غزة جريمة حرب ترتكبها إسرائيل التي لم تستوعب العبر من دروس لبنان في إشارة إلى حرب 2006 على حزب الله اللبناني. وأكد الرئيس الأسد أن العدوان الإسرائيلي لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المقاومة ليست منظمة أو شخصا بعينه يمكن القضاء عليه عسكريا ولكن المقاومة أصبحت فكرا يتزايد انتشاره. ومن جهة أخرى قال الرئيس السوري إن الدعوة لقمة عربية طارئة لا تزال قائمة لأن هناك ما يوجبها وليس أمام العرب الكثير من الوقت لتضييعه قبل اتخاذ تحرك تجاه غزة. ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي إن المشاورات والاتصالات لا تزال متواصلة مع المسؤولين في المنطقة وإنه من المبكر الحديث عن معالم تسوية لأزمة غزة. وقبل التوصل إلى تسوية معينة يرى ساركوي أنه لا يمكن حل الأزمة بالخيار العسكري وأنه من غير المقبول العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل بدء الهجمات الإسرائيلية في 27 ديسمبر الماضي. وشدد ساركوزي على أن أي تسوية يجب أن تتضمن توفير ضمانات لأمن إسرائيل ووقف إطلاق الصواريخ على أراضيها انطلاقا من غزة. كما اعتبر أنه من غير المقبول أن يبقى أهل غزة تحت الحصار. وقال ساركوزي إنه يأمل أن تلعب سوريا دورا كبير في إيجاد تسوية لأزمة غزة من خلال إقناع قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإنصات لصوت العقل. وقبل وصوله إلى سوريا التقى ساركوزي أول أمس الاثنين في القدسالغربية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي رفض مطالبة فرنسا بوقف فوري للحرب على غزة. وفي مؤتمر صحفي في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الرئيس ساركوزي إلى وقف لإطلاق النار بغزة في أقرب وقت ممكن وحمل حركة حماس "مسؤولية كبيرة عن معاناة الفلسطينيين في غزة".