أفادت مصادر قريبة من الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، أن إدارة الرئيس المنتخب على استعداد للتخلي عن مبدأ الرئيس جورج بوش الرافض للتحدث مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وذكرت صحيفة غارديان البريطانية التي نشرت الخبر في عددها الصادر أمس أنها تحدثت لثلاث شخصيات على اطلاع بخطط الفريق الانتقالي فيما يتعلق بالسياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، والذين أكدوا أن أوباما يفكر في فتح حوار مع حماس، وأشاروا إلى أن الحوار لن يكون مباشرا في المرحلة الأولى. وأوضح الثلاثة الذين لم تكشف غارديان هوياتهم أن الاتصالات ستجري أولا عبر أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وقالوا "إن المحادثات ستكون على غرار تلك التي بدأتها الولاياتالمتحدة مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1970". وذكرت الصحيفة أن مستشارين لأوباما حثوه على الشروع في مستوى سري منخفض للحديث مع حماس. وهناك -حسب الصحيفة- اعتراف متزايد في واشنطن بأن سياسة الإبعاد الدولية لحماس تأتي بنتائج عكسية. ولفتت الصحيفة إلى أن مبعوث إدارة بوش للشرق الأوسط ريتشارد هاس، والذي تتوقع العديد من القنوات الإعلامية الأمريكية أن يعينه أوباما في ذات المنصب، يدعم اتصالات منخفضة مع حركة حماس. وفي السياق ذاته كتب جوناثان فريدلاند في صحيفة غارديان نفسها مقالا دعا فيه إدارة أوباما إلى أخذ الحيطة والحذر في إجراء اتصالات مع حماس حتى وإن كان هذا الاتصال على مستوى منخفض. وأشار إلى أنه إذا لم يتم التعامل مع هذه الخطوة بذكاء فإن المعارضين لفتح قنوات مع حماس في الولاياتالمتحدةالأمريكية سيهاجمون أي خطوة من هذا القبيل وبقوة، ما سيدفع لاحقا إدارة أوباما تحت ضغط الانتقادات للتخلي عنها. وذكر الكاتب أن العالم الإسلامي سيرحب بهذه الخطوة، خصوصا وأنها تأتي بعد أن التزم الرئيس المنتخب أوباما بالصمت جراء الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي استهدف غزة. واعتبر الكاتب أن هذه الخطوة هي التزام أوباما السابق بالتحاور مع الأعداء، وأعاد الكاتب إلى الأذهان تصريحات أوباما المتكررة في حملته الانتخابية 2008 وبأنه يريد أن يعيد لأميركا صورتها الأخلاقية في العالم، وعلى أن السلام والحوار يكون مع الأعداء وليس مع الأصدقاء. وأورد فريدلاند في مقاله تصريح أوباما الذي قال فيه "يجب عدم التفاوض مع جماعة إرهابية عازمة على تدمير إسرائيل.. ويجب أن لا نجلس مع حماس إلا إذا تخلت عن الإرهاب واعترفت بحق إسرائيل في الوجود والالتزام باتفاقات السلام المبرمة".