طرحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مناقصة لشحن أسلحة إلى إسرائيل بغرض إيصالها في مدة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، كما أكدت هيئة مستقلة ببروكسل أمس أن غالبية الدول الأوروبية المنتمية للاتحاد الأوروبي تزود "تل أبيب" بالسلاح وبكميات كبيرة، فيما كشفت وثائق مناقصة أن الجيش الأمريكي سعى لاستئجار سفينة تجارية لنقل ذخيرة لإسرائيل هذا الشهر وقال متحدث باسم البنتاغون إن هذه الشحنة تشمل مخزونا أميركيا من الذخيرة في إسرائيل، وقال العقيد باتريك ريدر المتحدث باسم البنتاغون إن"توريد الذخيرة لمخزون الذخيرة الأميركية الموضوعة سلفا في إسرائيل يتماشى مع اتفاقية أجازها الكونغرس عام 1990 بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل". ويضع الجيش الأميركي مسبقا مخزونات في بعض الدول لتكون جاهزة عند احتياجها بشكل سريع، وفي المقابل نفى البنتاغون أن تكون لشحنات الذخيرة التي تضمها 325 حاوية علاقة بالحرب التي تشنها إسرائيل حاليا على قطاع غزة. وقال ريدر "هذه اتفاقية روتينية مقررة من قبل، وليست دعما للوضع الحالي في غزة"، وسيتم نقل هذه الأسلحة في رحلتين عن طريق سفن تجارية مستأجرة تبحر من ميناء أستكوس في اليونان إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. ومن جهة أخرى، قالت مجموعة البحوث والإعلام حول السلام والأمن "كريب" إن 16 دولة من بين دول التكتل الأوروبي ال 27، قامت بتصدير كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة لإسرائيل، بالرغم من أن الاتفاقيات الأوروبية تحظر تصدير أي نوع من السلاح للمناطق والدول التي تشهد نزاعات أو توجد في حالة حرب وهو ما ينطبق على "إسرائيل". واستنادًا إلى ما أوردته" كريب"؛ فإن فرنسا تحتل المرتبة الأولى في عمليات تزويد "إسرائيل" بالسلاح داخل الاتحاد الأوروبي، حيث بلغت قيمة المبيعات الفرنسية للكيان الصهيوني خلال عام 2007 ما قدره 127 مليون يورو، وتليها ألمانيا ( 28مليون يورو )، ورومانيا ( 17 مليون يورو )، وبريطانيا ( 7 ملايين يورو ) وبلجيكا ( 6 ملايين يورو ). ويشير المجموعة إلى أن حجم المبيعات البلجيكية من الأسلحة ل "إسرائيل" بلغ خلال الفترة من عام 2003 إلى عام 2007 زهاء 15 مليون يورو، يذكر أن الدول الأوروبية وخلال نفس الفترة لم تصدر أي نوع أو كمية من السلاح إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. وفي سياق متصل، قالت صحيفة "جارديان" إن شركة بريطانية باعت أسلحة إلى تل أبيب استخدمتها في الحرب على غزة، مشيرًة إلى أن شركة "يو آي ال"، ومقرّها مدينة لتشفيلد بمقاطعة ستافوردشاير، تعدّ واحدة من أبرز صانعي محرّكات الطائرات بلا طيار، وتملكها شركة الأسلحة الإسرائيلية "سيلفر ارو" المتخصّصة بصناعة هذا النوع من الطائرات. وكشفت أن المحركات التي باعتها الشركة إلى "إسرائيل"، استعملها سلاح الجو "الإسرائيلي" في طائراته من دون طيار (البيت هيرميز 450)، واستخدمها بمهام الاستطلاع وتوجيه هجمات مقاتلات "اف 16" في العدوان على قطاع غزة، وقالت صحيفة "الجارديان" إلى أن منتقدي تصدير أسلحة بريطانية إلى "إسرائيل"، ومن بينهم أكثر من 100 نائب من الأحزاب السياسية الثلاثة الكبرى، يطالبون بفرض حظر على جميع صادرات الأسلحة البريطانية إلى "إسرائيل" كي لا تستخدمها الأخيرة في الحرب على غزة. وفي نفس السياق، كشفت وثائق مناقصة أن الجيش الأمريكي سعى لاستئجار سفينة تجارية لنقل ذخيرة لإسرائيل هذا الشهر ولكن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون نفت وجود أي علاقة بين هذه الشحنة والعدوان الإسرائيلي على غزة، قائلًة:" إن هذه الذخيرة كانت من أجل مخزون أمريكي من الذخيرة في إسرائيل"، وفي وثائق المناقصة ذكرت قيادة النقل البحري العسكري التابعة للبحرية الأمريكية أنه من المقرر أن تحمل السفينة 325 حاوية بارتفاع 20 قدمًا لما أدرج على أنها "ذخيرة" على رحلتين من ميناء استاكوس اليوناني إلى ميناء اشدود الإسرائيلي في الفترة من منتصف إلى أواخر جانفي.