أعلن الكونغرس الأميركي بفرعيه يوم الجمعة تأييده للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأصدر قرارا حول ما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات من غزة، بأغلبية 390 صوتا مقابل خمسة. ومن جهتها، طرحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مناقصة لشحن أسلحة إلى إسرائيل بغرض إيصالها في مدة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، نافية أن تكون لها علاقة بالحرب التي تشنها تل أبيب حاليا على غزة. وقال متحدث باسم البنتاغون إن هذه الشحنة تشمل مخزونا أميركيا من الذخيرة في إسرائيل. وقال العقيد باتريك ريدر المتحدث باسم البنتاغون: إن توريد الذخيرة لمخزون الذخيرة الأميركية الموضوعة سلفا في إسرائيل يتماشى مع اتفاقية أجازها الكونغرس عام 1990 بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ويضع الجيش الأميركي مسبقا مخزونات في بعض الدول لتكون جاهزة عند احتياجها بشكل سريع.وفي المقابل نفى البنتاغون أن تكون لشحنات الذخيرة التي تضمها 325 حاوية علاقة بالحرب التي تشنها إسرائيل حاليا على قطاع غزة.وقال ريدر: هذه اتفاقية روتينية مقررة من قبل، وليست دعما للوضع الحالي في غزة. وسيتم نقل هذه الأسلحة في رحلتين عن طريق سفن تجارية مستأجرة تبحر من ميناء أستكوس في اليونان إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. وضمن السياق الداعم لتل أبيب أعلن الكونغرس الأميركي بفرعيه يوم الجمعة تأييده للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأصدر قرارا حول ما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات من غزة، بأغلبية 390 صوتا مقابل خمسة.وأيد مجلس الشيوخ الأميركي العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة يوم الخميس. وحذا مجلس النواب حذوه يوم الجمع. ويقدم قرار مجلس الشيوخ لإسرائيل التزاما لا يتزعزع على حد وصف القرار، ودعا إلى وقف لإطلاق النار يمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إطلاق الصواريخ على إسرائيل.وعلى الرغم من إشارة القرار إلى أن الوضع الإنساني في غزة يزداد حدة فإنه تجنب توجيه أي انتقاد لإسرائيل.ولكن قرار يوم الجمعة ليس جديدا من نوعه. فالمشرعون الأميركيون يصدرون بشكل روتيني قرارات غير ملزمة تؤيد إسرائيل في أزمة الشرق الأوسط. وصدّق المجلس في السنوات القليلة الماضية على قرارات مماثلة بأغلبية كبيرة.وحتى المشرعون الذين يبدون تعاطفهم مع الفلسطينيين يترددون كثيرا في تصنيف أنفسهم على أنهم موالون للفلسطينيين. ويعبرون في ذات الوقت عن تأييدهم القوي لأمن إسرائيل ملتزمين بعقود من العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. أما القلة القليلة من معارضي هذه القرارات فهم في الأغلب مشرعون أميركيون من أصل عربي أو يمثلون مناطق يعيش فيها أميركيون عرب أو نواب عرفوا بمواقفهم المتفردة مثل الديمقراطي دينيس كوسينتش من أوهايو، أو الجمهوري رون بول من تكساس. وقال النائب الديمقراطي نيك رحال وهو أميركي من أصل لبناني صوت ضد عدد من الإجراءات حين تقع مثل هذه الأحداث: يسارع الكونغرس وركبه تهتز تقريبا إلى تبني رد فعل يؤيد 1000 ٪ كل ما تفعله إسرائيل. ويتابع موضحا : إسرائيل حليفتنا وكانت دوما كذلك. وأتفق مع هذا تماما لكني لا أؤمن بأن أجعل هذا يعمينا عن مصالحنا أو يجعلنا نوافق وركبنا تهتز على كل ما تفعله إسرائيل، لا نفعل هذا مع أي حليف آخر. وعبر هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي عن عمق هذه العلاقة حين قال يوم الخميس: قرارنا يعكس إرادة دولة إسرائيل وإرادة الشعب الأميركي. بينما يقول ريك ستول -أستاذ العلوم السياسية بجامعة رايس: إن هذا القرار يتماشى بشكل وثيق مع تصريحات الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش عن الأزمة، لكنه شكك فيما إذا كان مثل هذا القرار يساعد الدبلوماسيين الأميركيين على التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ومن جهته قال ستول: ليس مطلوبا منك أن تقول إن أعضاء حماس أناس طيبون، لكن كيف ستقنع مؤيدي الفلسطينيين بالضغط على حماس لقبول وقف إطلاق النار إذا بدت بياناتك تميل بشكل كبير نحو إسرائيل. واتهم كوسينتش - الذي سعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة العام الماضي - الولاياتالمتحدة بتجاهل الأزمة الإنسانية الراهنة في غزة، وفي الوقت ذاته تسهيل المهمة على إسرائيل بمدها بأسلحة تقدر بمليارات الدولارات. وقال: إن واشنطن تسد أنفها عن ذبح الأبرياء في غزة،ذلك أن أموال الضرائب الأميركية والنفاثات الأميركية وطائرات الهليكوبتر الأميركية المقدمة لإسرائيل تغذي المذبحة الجارية في غزة . ويقول جيمس زغبي - رئيس المعهد الأميركي العربي - إن جماعات الضغط الإسرائيلية تعتبر في الأغلب القوة وراء القرارات المؤيدة لإسرائيل لكنه لا يعتقد أن الأمر بهذه البساطة.ويرى أن بعض الأميركيين لا يعرفون التاريخ الفلسطيني، وأضاف: أن المشرعين يسترشدون في السياسة الخارجية بالرئيس، ولذلك يمكن أن يحدث بعض التغيير مع تسلم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما -الذي لم يقل الكثير عن الأزمة حتى الآن - السلطة.