اعتبر ماجد مقبل الملحق الإعلامي بسفارة فلسطين موقف الشعب الجزائري إتجاه ما يجري في هذه الدولة الشقيقة مشاركة فعلية وليست مجرد مساندة مضيفا أن العديد من المواطنين يقصدون يوميا السفارة للتعبير عن تضامنهم مع هذا الشعب الأعزل سواء بما استطاعوا من المال وبكلمات المواساة والتعازي الصادقة• وجاء موقف الشعب الجزائري قويا كما تعود أن يكون إتجاه القضية الفلسطينية التي يعتبرها قضيته وتنوعت مظاهر التنديد بهذا العدوان والمساندة لهذا الشعب الأعزل، حيث ارتأى البعض المشاركة في المظاهرات التي جابت معظم ولايات الوطن تهتف بنصرة فلسطين، وآخرون فضلوا التبرع بدمائهم لإنقاذ أرواح هذا الاجتياح الظالم الذي لم يفرق بين الرجل والمرأة والطفل والشيخ، كما سقطت صواريخه على المساكن والمستشفيات والمدارس وحتى المساجد• فئة أخرى من المواطنين وجدت في التوجه إلى سفارة دولة فلسطين طريقة يوصلون من خلالها غضبهم ورفضهم لكل ما يجري من تقتيل وتدمير وكذا تضامنهم ومساندتهم المطلقة مع أهل غزة، حيث استقبلت السفارة منذ بداية العدوان العديد من المواطنين، حيث فضل هؤلاء حسب ما أكده ماجد مقبل الملحق الإعلامي بسفارة فلسطين أن يشاركوا الفلسطينين معاناتهم بطريقتهم الخاصة حيث قصدت سيدة المقر وكان لحديثها بلاغة خاصة، هذه المرأة التي أكدت أن أبناءها لا ينامون جراء ما يجري في غزة وجد متأثرين من المشاهد المروعة التي يشاهدونها عبر التلفزيون فأرغموا هذه الأم على الذهاب إلى السفارة والاطمئنان على حال الأطفال، هذه الطريقة هي ما تملكه للتعبير عن رفضها لهذه الجرائم التي يروح بسببها الآلاف في اليوم• وأضافت - يقول محدثنا - كلاما شديد البلاغة حيث قالت "إذا كنتم عرب فنحن عرب ونتضامن معكم وإذا كنتم مسلمين فنحن كذلك مسلمين نتضامن معكم، وإذا لم نكن لا هذا ولا ذاك فإننا إنسانيين"• ويحضر إلى السفارة يوميا أفراد من مختلف الأعمار والفئات الإجتماعية لتقديم تآزرهم مع إخوانهم في فلسطين حيث قال أحد هؤلاء الذي كان كبيرا في السن أنه لم يبق من عمره الكثير وأمنيته كانت الاستشهاد في فلسطينالمحتلة، لكن ولكبر سنه لم يستطع القيام بذلك ولم يبق أمامه سوى الحضور إلى السفارة والتعبير عن تأييده• مواطنون آخرون قدموا تبرعات مالية كل حسب إمكانياته يقول الملحق الإعلامي، فسيدة مثلا قصدت السفارة من أجل تقديم تعازيها مشيرة إلى أنها لا تملك سوى عبارات التعازي لتتقدم بها إلى الأشقاء في فلسطين الذين هم تحت ضربات القصف الصهيوني، لكنها لم تكتف بهذا وعادت في يوم آخر وأحضرت المال لتساهم ولو بالقليل في هذه المأساة التي يمر بها الشعب هناك• نفس الموقف كان أيضا لإحدى السيدات التي عبرت لمحدثتنا عن رغبتها الكبيرة في المشاركة في حملة التبرع التي نظمتها وزارة الصحة لصالح الفلسطينيين، لكن لسوء حظها لم تتمكن المشاركة في هذه الحملة بسبب مرضها وكان البديل أن تقدمت ببعض المال عوضا عن الدم حتى تكون لها مشاركة ولو رمزية إتجاه إخوانها في فلسطين• مظاهر تتكرر يوميا - يقول ماجد مقبل - ومن كل الفئات العمرية، فالأطفال هم الآخرون سجلوا حضورهم في هذه الأحداث الأليمة التي تأثر لها الجميع، حيث يقصد بعض الأطفال السفارة طلبا للحصول على علم دولة فلسطين ويخرجون وهم يهتفون لنصرة هذه الأخيرة• واعتبر محدثنا ما يقوم به الجزائريون إتجاه أشقائهم في فلسطين ليس مجرد مساندة وإنما مشاركة مباشرة وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على أصالة هذا الشعب وتاريخه وارتباطه الوثيق بأمته•