لم يكن جنود الاحتلال الإسرائيلي قتلة فحسب في قطاع غزة، بل كانوا "لصوصاً" تفننوا في سرقة المنازل والبحث عن كل ثمين أثناء عملياتهم العسكرية التي استمرت 23 يوماً في القطاع، وانكشفت فظائع ما ارتكبته القوات الغازية عقب انسحابها من المناطق التي أعادت احتلالها بالعملية البرية في القطاع، وعاد المواطنون ليتفقدوا منازلهم "دون أن يجدوا ما تركوه على حاله. وقال منير عبد الجواد (31 عاما) من سكان العطاطرة غربي بيت لاهيا إن جنود الاحتلال سرقوا من منزله ذهب زوجته ونحو ألف دولار كان يحتفظ بها في إحدى الخزانات بشقته، وأوضح المتحدث قائلا "أنزلونا في الطابق الأرضي وجمعونا في غرفة واحدة وكنا أربعين شخصا أو أكثر وطلبوا من زوجتي أن تصعد إلى الطابق الذي تجمع به الجنود وبدؤوا ينبشون الملابس أمامها ويسألونها أين تخبئون المال والذهب". وأضاف عبد الجواد "رفضت زوجتي في البداية أن تدلهم وهو ما دفع بأحدهم إلى إبعادها وإيقافها أمام شباك الغرفة وأطلق النار بجوارها مما أدى إلى إرعابها وحينما أبلغتهم عن مبلغ الألف دولار وسرقوها سألوها هل يوجد ذهب معك أم في الخزانة"، وتابع "لم يجدوا الذهب بسهولة فاضطروا إلى كسر الخزانات الخاصة بي ومن ثم فتشوا في الملابس والأثاث في المنزل حتى وجدوا ما كانوا يريدونه فقالوا لزوجتي أتكذبي، ليس في الإسلام الكذب. بدوره، قال حسن شاهين إن الإسرائيليين سرقوا من منزل عائلته "ثمانية آلاف دولار وعاثوا فسادا في المنزل" مشيراً إلى أنه ظهر عبر تفقدهم المنزل أن تلك القوات كانت تبحث عن المال والذهب داخله. وأضاف حسن أن الجنود قالوا لمن تبقى من عائلته في المنزل "إن لم تخرجوا لنا الأموال فإننا سنقتلكم" مشيراً إلى عمليات ترهيب كبيرة للنساء والأطفال رافقت عمليات السرقة الممنهجة التي كان الاحتلال يقوم بها، ن جانبه، قال بشير يوسف معروف من الحي نفسه إنه عقب اندحار الاحتلال جاء ليتفقد منزله ليفاجأ بسرقة ذهب زوجتي ابنيه بالكامل، مقدراً ثمنه "بعشرة آلاف دولار أمريكي"، مضيفا "لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون" وتابع "جنود الاحتلال ليسوا قتلة فحسب بل سراق ولصوص وكلاب ومجانين. وأشار معروف الذي فر من منزله عقب تدميره جزئياً وترك جميع ممتلكاته فيه، إلى أن الذهب لم يكن في مكان مكشوف بل مخبأ جيداً، إلا أن بحث الجنود بدقة عنه مكنهم من سرقته بالكامل، ومن جانبه قال عيسى عبد ربه من عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا، إن جنود الاحتلال طلبوا منه جمع الهواتف النقالة من المواطنين الذين تجمعوا في منازلهم، مشيراً إلى أن الجنود سرقوا جميع الهواتف النقالة وقالوا للمواطنين "تركناها لكم في المنازل، وأضاف عبد ربه "عندما تفقدنا المنازل لم نجد الجوالات كما أنني سمعت بعشرات قصص السرقة التي جرت في المنازل، حسبنا الله ونعم الوكيل، ما تركونا إلا بعد أن خربوا بيوتنا.