استأنفت أمس روسيا ضخ إمداداتها من الغاز نحو أروبا عبر أوكرانيا بعد الاتفاق الذي وقع أمس الأول بين شركة "غازبروم" ونظيرتها "نافتوغاز" والذي يقضي ببيع روسيا الغاز إلى أوكرانيا بأسعار السوق الأوروبية، غير أنها ستمنح خصماً بنسبة 20 في المائة خلال عام 2009 فقط، وبالمقابل، وافقت أوكرانيا على عدم رفع رسوم مرور إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا. وأكدت شركة "غازبروم" الروسية التي تحتكر تصدير الغاز أنها بدأت ضخ إمداداتها عبر شبكة الأنابيب الأوكرانية للتصدير إلى أوروبا، وأورد سيرجي كوبريانوف، المتحدث باسم هذه الشركة، بأن أوكرانيا بدأت استقبال الغاز عبر محطة ضغط "سودزا"، مواصلا "نحن الآن نعمل على رفع حجم الكميات على جميع المسارات للوصول إلى مستوى التشغيل المعتاد." وفي كييف قالت ناطقة باسم شركة "اوكرانس غاز" التي تقوم بتشغيل أنابيب الغاز أن أوكرانيا تتسلم شحنات الغاز الروسي لكنها لن تستأنف إرسالها إلى أوروبا قبل ساعات بسبب إجراءات تقنية جارية، وأوضحت اينا كوفال، أن "الغاز بدأ يصل إلى الأراضي الأوكرانية"، مضيفة بقولها "حاليا يجري ملء أنابيب الغاز وضبط مستوى الغاز في الأنابيب الروسية والأوكرانية وأن هذه الإجراءات ستستغرق حوالي ساعتين" ووقع ممثلان عن شركتي "غاز بروم" و"نافتو غاز" أمس الأول، بحضور رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيرته الأوكرانية، يوليا تيموشينكو، اتفاقيتين لتصدير الغاز الروسي إلى أوكرانيا ثم إلى أوروبا مدة كل منهما 10 أعوام، ما يعني وضع نهاية لأزمة خطيرة نذرت بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن كييف وأوروبا. وبحسب الاتفاقية، من المنتظر أن يتراوح سعر بيع ألف متر مكعب من الغاز إلى أوكرانيا خلال عام 2009 بين 230 و250 دولاراً، وأكدت يوليا تيموشينكو وهي التي بات الصحفيون يلقبونها ب"أميرة الغاز"، إن هذا الخصم سيوفر مبلغ 5 مليارات دولار للميزانية الأوكرانية، وإن "حرب الغاز" بين أوكرانيا وروسيا لن تتكرر، على الأقل، خلال الأعوام العشرة القادمة، مشيرة إلى أن أوروبا وأوكرانيا تنتظران عشرة أعوام من الهدوء والطمأنينة على صعيد توريد الغاز المطلوب لتدفئة المنازل وتغذية المصانع. جدير بالذكر أن روسيا قطعت إمدادات الغاز التي تمر عبر أوكرانيا إلى أوروبا بتاريخ 7 جانفي الجاري وذلك بعد أسبوع من قطعها إمدادات الغاز عن أوكرانيا بسبب فشل المحادثات حول سعر الغاز وشروط نقله.