أعلن وزير النقل عن إجراءات جديدة يتم التحضير لها على مستوى الحكومة تقضي بمراجعة بعض بنود قانون المرور وتشديد العقوبات على التجاوزات، وسيتم اللجوء بموجبها إلى رخصة سياقة منقّطة لإحصاء المخالفات، واعتبر الوزير هذا الأمر ضروريا للتقليل من ضحايا حوادث المرور الذين تجاوز عددهم 4 آلاف قتيل في ظرف 11 شهرا من العام الماضي. تضمّنت الإجابة التي أوردها عمار تو بالمجلس الشعبي الوطني اعترافا ضمنيا بأن التدابير التي وضعتها الحكومة في قانون المرور لم تثبت نجاعتها ميدانيا بالشكل اللازم للتقليل من عدد ضحايا إرهاب الطرقات الذي سجّل خلال السنة المنقضية ارتفاعا نسبيا بدليل الأرقام الأولية التي قدمها وزير النقل التي تشير إلى أن حوادث المرور قد سببت في مقتل 4 آلاف و151 شخص خلال 11 شهرا الأولى من العام المنقضي من السنة الفارطة مقابل 3 آلاف و784 قتيل خلال نفس الفترة من 2007 بزيادة قدرها 367 ضحية. وأوضح الوزير في حديثه عن خيار مراجعة قانون المرور الحالي الذي يلزم السائقين بمراعاة مستوى السرعة المستعملة في الطرقات السريعة في حدود 80 كلم في الساعة، أن 90 في المائة من أسباب تلك الحوادث يرجع الى العنصر البشري و76 في المائة منها مرتبط بالسرعة المفرطة. وبالنظر إلى هذه الوضعية فإن وزير النقل الذي كان يتحدث خلال جلسة بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للرد على الأسئلة الشفوية، أعلن أن الحكومة تفكر في تطبيق إجراءات جديدة للحد من هذه الحوادث، وهي التدابير التي تقضي تشديد العقوبات على المخالفات بالإضافة إلى السحب النهائي لرخصة السياقة. وصرح عمار تو في هذا الشأن بقوله: "هناك مشروع أولي تمت مناقشته في مجلس وزاري مشترك حول تطبيق القانون ونحن نفكر في تشديد العقوبات"، وأضاف أن الحكومة بصدد إعداد بطاقية وطنية خاصة برخصة السيارة وبالبطاقة الرمادية وبالمخالفات بالإضافة إلى اللجوء قريبا إلى الرخصة المنقطة. ومن جانب آخر أكد عمار تو لدى رده على سؤال يتصل برخصة سيارات الأجرة التي تشهد مضاربة كبيرة في الأسعار في بعض المناطق، أن المسألة التي تخص كذلك وزارة المجاهدين "ستعالج بصفة معقولة في أقرب الآجال". وفي رده عن سؤال آخر يتعلق بأسباب غلق مطار غريس بولاية معسكر، قال تو إن هذا الإجراء كان لغرض توسيعه وتمكينه من استقبال طائرات ذات الحجم الكبير إلى جانب تحسين تسييره، وتابع الوزير أن الإشكال المطروح في النقل الجوي ليس مرتبطا فقط بالمطارات بل بمحدودية أسطول الشركة الوطنية للنقل الجوي بحيث لا يتعدى عدد طائراتها الحالي 31 طائرة وأن عددا كبيرا من هذه الطائرات لا يستعمل في الرحلات القصيرة. وأضاف وزير النقل أن الشركة طرحت مناقصة لاقتناء 11 طائرة منها 7 ذات 150 مقعد و4 طائرات أخرى ذات 70 مقعدا، وقال إن هذه الاقتناءات بالإضافة إلى طائرات شركة "طاسيلي آيرلينس" التابعة لشركة سوناطراك ستمكن الجزائر من تلبية حاجياتها على المستوى الداخلي.