كشف وكيل وزارة الأشغال العامة بالحكومة المقالة إبراهيم رضوان أن إجمالي الأضرار التي لحقت بكافة القطاعات المدنية والصناعية والزراعية بالقطاع جراء العملية العسكرية الإسرائيلية علي غزة بلغت حوالي ملياري ومائتين وخمسة عشر مليون دولار. وأوضح رضوان أن خمسة آلاف أسرة بالقطاع هدمت منازلها وفقدت أثاثها بشكل كامل وتحتاج إلى مأوى بديل، مشيرا إلى أن متوسط حاجة الأسرة الواحدة لمدة عام يبلغ 10 آلاف دولار. وبين وكيل وزارة الأشغال بغزة أن مجمل البيوت السكنية التي دمرت بشكل كامل أثناء الحرب والتي باتت غير صالحة للسكن وصلت إلى 20 ألف وحدة سكنية وتحتاج إلى 40 مليون دولار تكاليف إزالة أنقاضها. وبينما بلغ عدد الأسر التي دمرت منازلها بشكل جزئي وشبه كامل 6 آلاف أسرة، وصل عدد العائلات التي تضررت منازلها إلى 10 آلاف. أما عن المنشآت الحكومية والمؤسسات المدنية التي دمرها الجيش الإسرائيلي، فأوضح المسؤول الفلسطيني أن معظم المقرات الحكومية والمدنية أصيبت بأضرار فادحة جراء القصف الإسرائيلي، مضيفا أن إعمارها يحتاج إلى حوالي880 مليون دولار أمريكي. وأمام هذا الوضع المأساوي،لم يجد الحاج صالح السموني من حي الزيتون جنوب غرب غزة أمامه هو وأسرته المكونة من سبعة أفراد سوى افتراش قطعة من القماش الممزق فوق ركام منزله المدمر. السموني الذي دمر الجيش الإسرائيلي بيته أثناء الحرب على قطاع غزة، بات مشردا بلا مأوى يستره هو وأسرته التي اتخذت كغيرها من الأسر من المدارس مبيتا لها أثناء الليل ومع بزوغ النهار الجلوس فوق أنقاض بيتها المدمر. عائلة السموني وغيرها من آلاف العائلات في القطاع تشردت وفقدت منازلها خلال أيام الحرب وتخشى طول معاناتها . ويضيف "ما ذنب أصحاب البيوت المدنيين الآمنين أن تدمر منازلهم ويشرد أطفالهم ونساؤهم دون مأوى ولا بيت يقيهم البرد ويسترهم كباقي المدنيين بالعالم". وأوضح السموني الذي نجا هو عائلته من الموت المحتم أن "القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي انهالت على بيته المكون من طابقين دمرته ليصبح في خبر كان". ولا تزال المناطق التي تعرضت لاجتياح الجيش الإسرائيلي تعانق مشاهد الدمار والخراب، حيث تحولت أحياء ومناطق سكنية بأكملها شمال شرق القطاع وجنوبه إلى أرض جرداء خالية من مظاهر الحياة والإعمار جراء تسويتها عن بكرة أبيها بالأرض. كما أن البنية التحتية المهترئة بفعل الحصار الإسرائيلي على غزة منذ عامين تضررت بصورة كبيرة أثناء التوغل الإسرائيلي على القطاع من ذلك شبكة الصرف الصحي وخطوط الكهرباء، إضافة إلى خطوط الهواتف التي أصابها دمار هائل. أما المنشآت والمباني والمرافق الحكومية والمدنية فكان لها نصيب كبير من القصف الإسرائيلي الذي حولها إلى كومة من الركام ليزيد من الأعباء الملقاة علي عاتق الحكومة التي تسعى لتوفير مساكن ومساعدات للعائلات المنكوبة، وهي نفسها لا تملك مأوى.