فشل الجامعة العربية في إيجاد حل لمعضلة الشارع اللبناني الملتهب بفوضى الرغبات السياسية إلى حد التطاحن الذي ينذر بالخطر المحدق بمنطقة الشرق الأوسط ، يعود لعدم امتلاك النظام الرسمي العربي لمفاتيح الأزمة المعقدة وعجزه في إيجاد حضور في حيثيات الصراع الإقليمي-الدولي الدائر حول العالم العربي ..والقوى السياسية اللبنانية ذاتها لا تمتلك استقلالية قراراتها.. والكيانات السياسية اللاعبة في الساحة الداخلية أشبة بكائنات آلية يتم التحكم بحركتها عن بعد.. والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عجز سابقا عن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان طالما ظلت دواوين بيروت الرسمية لا حول لها ولا قوة إلا بمرجعية الحاضنات الافليمية والدولية. والوقت الذي استهلكته الجامعة العربية في بيروت مجرد وقت ضائع لا يحسب بحساب الأرقام الايجابية التي تحقق نتائج النجاح المنتظر من المساعي المستمرة في محاولة لا يجاد حل ابعد من الزمن المستقطع من قبل ممثل النظام الرسمي العربي. والجامعة العربية تجدد تحذيراتها للزعماء اللبنانيين من تصعيد الأزمة بعد اصطدام الوساطة بحقيقة أن- الفرقاء اللبنانيين لا يقيمون اتصالات مع بعضهم بعضا.. ولقاء الفرقاء هو مرآة منعكسة لمدى تقارب واشنطن وطهران أو تباعدها.. و" مائدة التفاهم" التي أقامها النظام الرسمي العربي في بيروت تركها للفرقاء من أجل أن يتدبروا أمرهم في ما يتعلق بقبول التحلق حولها أو قلبها ، لكنها ظلت خالية حد اللحظة.. بانتظار ما ستتمخض عنه المفاوضات السرية بين عاصمتي الصراع .. فشل موسى في بيروت هو الفشل العربي المعتاد في القضايا الكبرى ..فمتى حسم النظام الرسمي العربي أمرا أو حل معضلة .. ؟؟ مقترحات النظام الرسمي العربي وصياغات أجندة الحلول غير المقبولة لم تتوصل إلى اختراق للاضطراب القائم في لبنان.. ولكن الأمر يتعدى هذا فالاتصالات بين مختلف القيادات مقطوعة الأمر الذي يصعّب معه الوصول إلى التفاهم على أبسط الأمور التي يمكن أن يتم التفاهم عليها بصفة –شخصية- إذا ما التقت هذه الأطراف.. والخطر المتوقع تفاقمه بين لحظة وأخرى في لبنان هو الخطر الذي يهدد أركان الوجود البروتوكولي لبقايا النظام الرسمي العربي الفاقد لمبررات وجوده..!! مخاوف النظام الرسمي العربي تتزايد وتبلغ أوجها مع ألاحتمال المتوقع بتحول الصدامات المتصاعدة في ذروة اعتصامات طال اجلها في مدينة لا تحتمل توترات أخرى إلى خرابات جديدة تجر إلى أعمال عنف طائفية تفصح عن أقبح وجه لحرب إقليمية-دولية تدور وقائعها في شوارع بيروت. ومع المخاوف العربية التي تعد القدر الوحيد المسموح للنظام الرسمي العربي التعبير عنه أحيا مجلس وزراء الخارجية العرب وهو يعيش أعلى درجات أليأس ،الدور العربي لإنجاز برنامج سياسي في جو مشحون على خلفية أزمة سياسية لا تجد مخرجا لها باختيار رئيس لبلد بلا رئيس..