غياب النظام الرسمي العربي في خضم أحداث تعصف بالعالم العربي يفتح المجال واسعا لتدخلات قوى خارجية بلعب دور غير مشروع في حيثيات الصراع القائم في الشرق الأوسط .. وتنزع لنفسها استحقاقات غير مشروعة. فقد فشل النظام العربي في احتواء الأزمة الفلسطينية وفشل في إيجاد حل للمعضلات الغارقة بفوضى الرغبات السياسية إلى حد التطاحن الذي ينذر بالخطر المحدق بمنطقة الشرق الأوسط ..فمفاتيح الأزمات المعقدة لا يملكها النظام الرسمي العربي لأنه لا يملك حضورا في حيثيات الصراع الإقليمي-الدولي الدائر حول العالم العربي ..والقوى السياسية ذاتها لا تمتلك استقلالية قراراتها.. والكيانات السياسية اللاعبة في الساحة العربية أشبه بكائنات آلية يتم التحكم بحركتها عن بعد.. والوقت الذي يمضي في بيروت وغزة وبغداد والمنامة مجرد وقت ضائع لا يحسب بحساب الأرقام الايجابية التي تحقق نتائج النجاح المنتظر من المساعي المستمرة في محاولة لإيجاد حل أبعد من الزمن المستقطع من قبل النظام الرسمي العربي. وغزة المعزولة سياسيا وجغرافيا عن بيئتها الفلسطينية تحولت إلى موقع متقدم لمراهنات إقليمية تسعى إلى تكريس مناطق تواجدها في قلب العالم العربي .. والنظام الرسمي العربي لم يمتلك أدوات سياسية أو دبلوماسية لاحتواء أزمة الداخل الفلسطيني التي تحولت إلى مواجهة غير معلنة بين قوة إقليمية محددة وإسرائيل .. فشل النظام الرسمي العربي في بيروت وغزة وبغداد هو الفشل العربي المعتاد في القضايا الكبرى .. فمتى حسم النظام الرسمي العربي أمرا أو حل معضلة .. ؟؟ معالجات النظام الرسمي العربي و صياغات أجندة الحلول غير المقبولة لم تتوصل إلى اختراق للاضطراب القائم هنا وهناك.. ويمر العالم العربي الآن بمنعطف خطير وتطورات الأحداث ستجعله أخطر..والخطر المتوقع تفاقمه بين لحظة وأخرى هو الخطر الذي يهدد أركان الوجود الدبلوماسي لبقايا النظام الرسمي العربي في قلب القضايا المصيرية الكبرى.