بعد صمت اختار عبد الله جاب الله عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية على الرغم من أنه كما قال تلقى دعوات غير مباشرة من طرف جهات غير رسمية، مدعيا أن الأجواء التي ستجري فيها هذه الانتخابات لن تكون ديمقراطية وأنها ستجري في اتجاه واحد. بعد طول انتظار، فصل عبد الله جاب الله موقفه من الرئاسيات المقبلة، حيث أعلن في ندوة صحفية عقدها الأسبوع الفارط عن عدم مشاركته في هذه الانتخابات بدعوى أنها لن تكون ديمقراطية وشفافة. وذهب جاب الله إلى أبعد من ذلك عندما قال إنه قد تلقى دعوات غير مباشرة من جهات معينة من أجل الترشح للرئاسيات المقبلة، لكنه أكد أنه لن يشارك في هذه الانتخابات، قائلا "أنا لست من أولئك الذين قد يسلكون هذا الطريق". ولم يكتف جاب الله بإعلان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، بل أيضا، أكد أن الظروف قد تدفعه مستقبلا إلى أن يقود حملة من أجل مقاطعة هذه الانتخابات، معتبرا أن هذه الأخيرة ستكون انتخابات في اتجاه واحد وأنها مرتبة سلفا، وأن مقاطعتها ستكون موقفا سياسيا إيجابيا، وتعبيرا عن الرفض بأسلوب "رخو". وعلى الرغم من كلا من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم لها توجهها الخاص، إلا أن عبد الله جاب الله قد ذهب بعيدا عندما تهجم على التحالف الرئاسي واصفا إياه ب "الواحدية" في مظهر جديد. وعلى صعيد آخر، كشف جاب الله عن مسعى لجمع شمل فصائل التيار الإسلامي، وعلى الرغم من أن جاب الله لم يخض في توضيح الشكل السياسي الذي سيتخذه هذا المسعى، إلا أنه أكد من جهة أخرى أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة تنصيب لجنة مشتركة بين حركتي الإصلاح والنهضة من أجل الشروع في تجسيد هذا المسعى على أرض الواقع.