أبدى عبد الله جاب الله فتورا وهو يرد على سؤال "الفجر" عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية القادمة، قائلا إنها لا تهمه، معتبرا موقف المقاطعة الذي اتخذته حركة النهضة بشأن الانتخابات الرئاسية "موقفا صريحا ومسؤولا ومستنبطا من الواقع الذي لا يبشر بالخير"• وأرجع جاب الله حسم أمر مشاركته في الانتخابات الرئاسية من عدمه، إلى القرار الذي سيتخذه مجلس الشورى الوطني لحركة الاصلاح - جناح جاب الله - المقرر انعقاده هذا الخميس بالعاصمة، لأنه الوحيد المخول باتخاذ الخيارات التي تخدم الحركة من عدمه، وهو كلام يحيل إلى تصريحات مسؤول التنظيم في الإصلاح، لخضر بن خلاف، الذي كان قد نقل إلى "الفجر" الدعوات الكثيرة التي رفعها المناضلون إلى جاب الله من أجل التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة• واعتبر جاب الله أن الأهم بالنسبة له الآن هو جمع الشمل وإعادة بناء بديل إسلامي وطني يمكن أن يحدث تغييرا في البلاد، وهو ما كانت قد كشفت عنه النتائج الإيجابية للاستشارة التي قامت بها الحركة مع القاعدة خلال الفترة الأخيرة• وبرر المتحدث الفتور الذي يميز الانتخابات الرئاسية الحالية من خلال عزوف شخصيات من الوزن الثقيل للمشاركة في هذه الرئاسيات الرابعة من نوعها في عمر التعددية السياسية، بوجود معطيات جديدة عززتها عملية تعديل الدستور، وعلى هذا الأساس، يقول جاب الله "الشعب سوف لن يتفاعل مع هذه الانتخابات بحماس"• وأبرز عبدالله جاب الله أن قرار النهضة "صريح ومسؤول"، وهو ما فهم منه أن النهضة اختارت الحياد وعدم دخولها بالمرشح إسلامي ممثلا في شخصية عبد الله جاب الله، تفاديا لمشاكل مع السلطة، إذا ما عدنا إلى المسار الذي أخذته التشكيلات السياسية التي تزعمها عبدالله جاب الله بسبب مواقفه المتزامنة مع الانتخابات الرئاسية لسنة 1999 و2004، حيث انتهى المطاف بعبدالله جاب الله بالانسحاب من حركة النهضة، بعد أن سحب منه رئيس الكتلة البرلمانية، الحبيب آدمي، أغلب الصلاحيات لعدم، مساندته المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وفضل دخول هذه الانتخابات كمترشح حر، لينسحب رفقة ستة مترشحين قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات، ثم تكرر السيناريو في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004، عندما ساند المترشح عبد الله جاب الله خصم رئيس الجمهورية علي بن فليس ضد المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، ليجد نفسه أمام انشقاقات داخلية بحركة الإصلاح، انتهت به إلى أروقة المحاكم وبإصدار مجلس الدولة لمنطوق حكم يكرس تحكم جناح محمد بولحية في الإصلاح•