استمتع جمهور وهران مساء أمس الأول بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بنفحات شعرية للشاعر المصري الشعبي "أحمد فؤاد نجم" الذي قدم قصائد من دواوينه الشعرية التي تعالج قضايا المواطن العربي . وتابع الجمهور في هذه الأمسية الشعرية المدرجة في إطار فعاليات "القدس" عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009 التي تحتضن الجزائر حجما من برنامج هذه التظاهرة قصائد شعرية عالج فيها الشاعر "أحمد فؤاد نجم" مختلف المواضيع التي تتصدر يوميات الشعوب العربية فمن قصيدة "الليل على الطريق" التي قال للجمهور أنه كتبها خلال هربه من تنفيذ عقوبة الحكم بالسجن الذي صدر ضده و إحساسه بالغربة في بلده أياما و ليالي إلى "دعاء الكروان" ثم قصيدة " بيان هام" التي ألفها أيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وهي القصيدة التي ترتب عنها مثوله أمام المحكمة العسكرية المصرية. وحلق الشاعر الثوري العربي بمستمعيه على خشبة مسرح عبد القادر علولة التي اختارها من وهران تكريما لروحه و نضاله بقصائد مثيرة مثل "معتقل القناطير" و"زيارة لضريح عبد الناصر" و "البتاع" و "حاحا" و غيرها. وقد تلقى فؤاد نجم هدية عرفان من إدارة المسرح الجهوي لوهران باسم سكان المدينة تتمثل في مجموعة من الكتب التي تحتوي على التراث الشعبي الجزائري في الشعر وذلك الصندوق الذي صنعه المرحوم علولة بيده و الذي وضعه من بين ديكور مسرحيته الشهيرة "أرلوكان خادم السيدين"،ويذكر أن الأمسية الشعرية قد شهدت قراءة قصائد لشعراء شباب من وهران و كذا شعراء من مصر وفلسطين يقيمون بالجزائر واعتبر الشاعر العربي أحمد فؤاد نجم أن الشعر الثوري في الوطن العربي "يزاول غرفة الإنعاش أين يعيش فترة إغماء بفعل التحولات السياسية و الاجتماعية التي تعرفها الأمة العربية-الاسلامية". وقال فؤاد نجم خلال ندوة صحفية عقدها أمس الأول بوهران أن الحالة التي يشهدها الشعر الثوري في هذه المرحلة نتيجة "مخطط يرمى إلى تسطيح المواطن العربي وترهيب كيانه من أجل إبداعه و شل سبل النهضة في قدراته". وأضاف الشاعر العربي الذي أبدى تفاؤله بشان مستقبل هذا الشعر الثوري العربي بحكم بوادر حماس الجيل الجديد لإعادة إحياءه أن "الحل لاسترداد النهضة الفكرية التي افتقدناها بعد سنوات السبعينيات يكمن في السعي إلى تخليص الشعوب العربية وأنظمتها من التخلف والجهل الذي يتخذه العدو سلاحا ضد أمتنا". و ذكر "شاعر البندقية" في سياق استنكاره لهمجية العدوان الصهيوني الأخير على أهالي مدينة غزة الفلسطينية أن هذه الأخيرة كانت بمثابة "الامتحان الحقيقي" للنخبة العربية التي استطاعت باستفاقتها هذه إرجاع الأمل في النفوس معتبرا أن العدوان الأخير على غزة "أعاد القضية إلى أولى مراحلها بالنظر إلى الموقف الدولي العام"،و قال فؤاد نجم عن الشعر أنه أنيس العرب في أفراحهم كما هو الحال في أحزانهم مضيفا أن الشعر "ضرورة حيوية للشعوب المقهورة وزاد في الثورة لإضفاء الحماسة لدى المحاربين". وعن رفيق دربه الفنان المرحوم الشيخ أمام فقد اعتبر فراقه كمن "بترت ذراعه أوفقد صوته". و ذكر أنه يشجع ابنته زينب التي تدرس في معهد الموسيقى على الغناء حتى تعيد إحياء تراث الشيخ إمام الغنائي "إكراما له". وأضاف أن مذكرة حياته التي هي قيد الأعداد قد انتهى من جزئيها الأولين وسيشرع في جزئها الثالث ما قبل الأخير و الذي سيبدأ كما قال من "سنة أسري سنة 1969 من قبل وزير الداخلية الذي لحق بي في ذات الزنزانة سنة 1971 ثم سر تلقيبي "بالشاعر البذىء" من قبل الرئيس المصري الراحل أنور السادات". وعن جديده ذكر الشاعر أنه بصدد كتابة مسرحية شعرية يتناول موضوعها مسائل تتعلق بتأسيس مدينة القاهرة بالإضافة إلى قصائد شعرية ثورية حول غزة و كذا كتابته لكلمات أغنية عن نفس القضية عنوانها " شل لله ياغزوية "ويتواجد الشاعر أحمد فؤاد نجم في وهران في إطار برنامج فعاليات تظاهرة "القدس" عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009 حيث سيلقي هذه الأمسية قصائد شعرية على خشبة المسرح الجهوي لوهران "عبد القادر علولة". و قال أنه اختار هذا الصرح الذي يحمل اسم علولة "تكريما لإبداعاته ونضاله الفني".