المهرجان عرف تأهل 21 متنافسا بينهم ثلاثة مشاركين من خارج الولاية من بين 116 مترشحا تنافسوا على لقب فارس الأغنية السطايفية والذي عاد للفنان فارس قرقور. وقد شهد الحفل عودة الفنان والصوت الإذاعي فؤاد مقران الذي غاب عن الساحة الفنية لمدة سنوات، والذي أمتع الجمهور بأغاني مستمدة من التراث السطايفي القديم. بعدها اعتلى المنصة مراد السطايفي الذي قدم أغاني من تراث الأغنية السطايفية العريقة. كما عرفت السهرة تكريم محافظة المهرجان لرموز الأغنية السطايفية، يتعلق الأمر بالفنان سمير السطايفي صاحب رائعة" فاطمة.. فاطمتين" وسفير الأغنية السطايفية الخيّر بكاكشي المشهور بأغنية "هاذا واشي.. واشي هاذا"، لتستحوذ بعدها الفنانة القديرة الشابة يمينة على الخشبة بتألقها الرائع اهتزت له القاعة بالزغاريد والرقص على الطريقة المحلية، حيث قادت المطربة الجمهور في جولة عبر باقة منوعة من الأغاني الشاوية والسطايفية المشهورة، مع آخر إصداراتها على غرار أغنية"أعطاني شركة وفالي باركا" "وسع..وسع..الزين راهو مبزع" "رولي يا البيضاء رولي" متحلية باللباس السطايفي التقليدي المتمثل في "العباية"، لتودع محبيها بأحلى ما قدمت في مسيرتها الفنية "عينيك يا عينيك"، بعدها عادت القاعة المكتظة عن آخرها إلى جو المنافسة، حيث تقدم مقرر اللجنة المتكونة من شريف قرطبي رئيسا، نوبلي فاضل، عبد الله كريو، عمر بوخادم، عمار قمجي أعضاء، بتقرير هذه الأخيرة، والذي اعتبر فيه الأعضاء أنه كان من الصعب الاختيار نظرا لتقارب المستوى بين المتنافسين، ثم تلى على الحضور توصيات اللجنة التي أقرت فيها النجاح الباهر لأشغال المهرجان تنظيما وإعلانا، والمطالبة بالتفريق بين الهواة والمحترفين في الطبعات المقبلة، مناشدين في الأخير السلطات المحلية إلى ضرورة إنشاء معهد موسيقى بسطيف. بعدها أعلنت اللجنة عن اسم فارس المهرجان وهو اللقب الذي عاد إلى فنان الأغنية الملتزمة فارس قرقور والذي تحصل على جائزة قيمتها 20 مليون سنتيم ، وهو موسيقي وفنان معروف على الساحة المحلية مختص في أغنية الطفل، وله عدة أعمال موسيقية وفنية، كما أنه جد متمكن في العزف على آلة الفيثار، ورغم أنه لأول مرة يؤدي أغنية السطايفي ويشارك في مهرجان للأغنية السطايفي إلا أنه فرض نفسه على لجنة التحكيم من خلال إدخال تعديلات موسيقية على الأغنية التي شارك بها. أما الجائزة الثانية فعادت للفنان صاحب الصوت العامري القوي كراغل خليل، في حين عادت المرتبة الثالثة للفنان بودينة رضا. أما جائزة لجنة التحكيم فكانت من نصيب الفنان الشاب الواعد باشا عماد البالغ من العمر 18 سنة، وهو الذي رشحه الجمهور أن يفوز بالمرتبة الأولى نظرا لإمكانياته الكبيرة في الأداء والصوت. من جهة أخرى، صرح لنا محافظ المهرجان محمد زتيلي، أن الطبعة الأولى كانت ناجحة من خلال الحضور القوي للشباب والعائلات المتعطشة لمثل هذه المهرجانات، في حين اعتبر بعض المختصين أن السلبيات التي شهدها المهرجان أثرت سلبا على مردود المترشحين وانحرف عن هدفه المسطر، ومن بينها عدم تخصص لجنة التحكيم في هذا الطابع الغنائي، وهو الأمر الذي أثر على عملية اختيار الفائزين الأربعة، حيث كان الاختيار غير موفقا، خاصة أن المرتبة الأولى منحت لشاب لم يؤد سابقا الأغنية السطايفية ناهيك على تقديمه أغنية لا تمت بصلة لهذا الطابع عدا كلماتها للمؤلف مصطفى علال. وقد سبق أن أداها الفنان بكاكشي الخير، أما اللحن والإيقاع فقد كانا بعيدين عن الطابع السطايفي، في حين لا يملك صاحب المرتبة الأولى قدرات صوتية إطلاقا عدا عزفه المتميز على آلة الفيثار، كما اعتبر المتدخلون في حديثهم لنا أن المهرجان كان بعيدا نوعا ما عن حقيقة الأغنية السطايفية خاصة في ظل غياب نوع "الصراوي" حيث لم يقدم ولا مترشح أغنية في هذا النوع.