تتغنى كثيرا بالخال والأم، فما السر في ذلك؟ يا أخي الأم لما سألوها عن أحب الأولاد إليها قالت أحب المريض حتى يشفى والبعيد حتى يرجع والصغير حتى يصير رجلا.. والجنة تحت أقدام الأمهات، أما "خالي يا خالي لا تفرط فيا" فهي أغنية مستوحاة من تاريخ آبائنا أثناء الثورة الجزائرية وهي حكاية فتاة تركها والدها وصعد الجبل ولما اقترب موعد زفافها لم تجد والدها، حينها أخذت الدف وأخذت تضرب عليه وتغني "خالي يا خالي لا تفرط فيا.. أنا بنت أخيتك غير طل عليا"• يقال إنك تميل لأغنية المالوف في استخباراتك.. ما تعليقكم ؟ كل الأغاني وإن اختلفت من منطقة إلى أخرى، تجمعها عوامل مشتركة بينها ولكن لكن أداء أي طابع غنائي سواء السطايفي أوالمالوف القسنطيني وغيرهما، يجب أن تتوفر في الفنان المقاييس اللازمة لأدائه أهمها الدراية الكاملة لخبايا الطابع المراد تأديته لأنه لا يليق لفنان يؤدي البوغي مثلا أوليالي السرور، وهو لا يعرف تاريخ الأغنيتين. ولهذارغم قدرتي على أداء المالوف إلا أنني أفضل البقاء في الطابع السطايفي لأنني أعرفه جيدا، كما يقول المثل "الكل يعرف الورد لكن يجهل من غرسه"• دخلت على الأغنية السطايفية آلات عصرية في حين غابت الغيطة والبندير، كيف أثر ذلك عليها؟ مهما تنوعت الطبوع، سطايفي، مالوف أوشاوي مثلا، فهي كلها من عائلة واحدة حتى وإن كانت لا تعرف بعضها البعض، المهم أن يكون الفنان حاضرا بصوته وطابعه الخاص، وهما العاملان اللذان يجعلان من الآلات مكسبا إضافيا يميزه عن غيره، وإن دخلت بعض الآلات العصرية الجديدة على الغنية والموسيقى السطايفية بهدف تطويرها فلا مانع من ذلك، ويبدو أن جوهر السطايفي في كلماته• في رأيك لماذا لم تصل الأغنية السطايفية إلى العالمية مثل أغنية الراي؟ الكلام يختلف من الأغنية السطايفية إلى الرايوية، وفي هذا الصدد أود أن أجيب عن هذا السؤال بالمختصر المفيد.. يقولون إن بكاكشي يتغنى بأمه وخاله وأنا أرد عليهم أنني فخور بذلك، وهو شرف لي وخير من أن أغني عن الخمر والملاهي الليلية.. والحديث قياس كما يقولون، فإن اشتهرت أغنية الراي بهذه المصطلحات فعار علينا أن نفتخر بذلك• حتى أغنية السطايفي دخلت عليها كلمات دخيلة؟ المثل الشعبي يقول "المكسي برزق الناس عريان" وعليه فإن العاملين الرئيسيين لنجاح أي فنان هو شخصيته وطابعه الغنائي الذي يختص به. الأغنية السطايفية تراث كل الجزائريين، وعليه أنصح بل وألح على مراعاة الكلمات النظيفة في أداء الأغنية السطايفية.. هذه وصيتي لمن يأتي بعدنا• ماذا أضاف برنامج "ألحان وشباب" في ثوبه الجديد، إلى الأغنية الجزائرية؟ استطاعت المدرسة أن تكتشف أصوات جديدة لكن عودتها لم تكن في مستوى طموح الفنانين وعشاق الفن، لأن الساحة الفنية بحاجة إلى جديد في الموسيقى والكلمات، لذا غاب عنها الإبداع، وللأسف الأغاني التي مرت على مسامعنا كلها تقريبا قديمة، فعندما تصرف أموال في التنقل بين المدن الجزائرية وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه كلمات وطابع جديدين، يطل علينا هؤلاء الشباب بأغاني رابح درياسة وخليفي أحمد.. فما الجدوى إذن من هذه الخرجات والأموال التي تنفق إذا كانت لا تأتي بالجديد، وتبقينا ندور في حلقة الماضي• تساءلت في جديدك عن غياب تقاليد أهل سطيف في هذا الزمان؟ صحيح، فقد تلاشت بعض العادات والتقاليد المعروفة على أهل سطيف، والسبب في ذلك اختلاطهم بثقافات أخرى•• صدر لي ألبوم جديد فيه أغاني جديدة وقديمة أعدتها مثل أغنية "نحن سطايفية" وفيه أغنية تتكلم على المرأة والتقاليد السطايفية أيضا أقول في مقطع منها "أين هي المرأة السطايفية وأين هم ناس سطيف/ كانت عجار وملاية حرمة وكلام نظيف/ أين هي أغنية سطيف التي يغنيها السطايفية/ فيها كلام نظيف ولكن خسروها البرانية"، وهنا أفتح قوس إنني لما قلت "التي خسروها البرانية" أقصد الدخلاء على الأغنية السطايفية من الفنانين ليس الكل، فمثلا أن يعيد واحد منهم الأغنية ويغير كلماتها فيذهب معناها الحقيقي ويحرف قصتها، كون كل أغنية وراءها قصة يعيشها كاتبها، لا يحق لنا العبث بها•