يشكو الملاك "ميمي أنيس" من ورم في رأسه وظهره، وتشكو الطفلة "شريف ريحانة" من تشوه خلقي، أحجار في "المرارة" و "البعج" وثقب على مستوى القلب، يتألمان في اليوم ألف مرة، طرق ذويهما أبواب مختلف المستشفيات دون جدوى، حيث مكثا طويلا على أسرتها، ليكون جواب واحد للأطباء: علاجهما بالخارج، غير أن قلة ذات اليد حالت دون تحقيق ذلك وتسكين آلام لا تطاق، ليبقى أملهما الوحيد تكفل وزارتي الصحة والتضامن الوطني بحالتهما نداء الملاكين أو صلتهما للصحافة "حيزية رزيق" رئيسة جمعية الأمل للمعوقين حركيا بالكيتاني، هي التي حز في نفسها تركهما بتخبطان تحت ثقل المعاناة والألم، بدورنا تألمنا ونحن نرى صورتي أنيس وريحانة، فقد كانت أبلغ للتعبير عما يشكو منه هذان الطفلان• ٌٌٌْإتصال هاتفي بوالد الطفل "ميمي أنيس" جعلنا نقف على المعاناة التي يعايشها الملاك وذويه في منزل يقع بقصر البخاري بولاية المدية، زاد من حدتها الفقر وقلة أجرة الوالد الذي راح والدموع تحبس أنفاسه يتحدث لنا عن الألم الذي لم يعد فلذة كبده يتحمل منه المزيد• فأنيس ولد حاملا ورما في رأسه وآخر أسفل ظهره، تصاحبه آلام لا تطاق، ناهيك عن أنه محروم من النوم على ظهره ويستوجب إلحاقه يوميا بأنبوب أسفل رأسه، يتردد بصفة دورية على مستشفى فرانس فانون بالبليدة، ينتظر أيادي المحسنين أو الوزارات الوصية تمتد إليه للتكفل بعلاجه في الخارج، بعد أن نصحه الأطباء بذلك نظرا لتعذر شفائه بالجزائر• "راني نسوفري" بهذه العبارة راح والد أنيس يعبر عن عجزه المادي وطرقه أبواب مختلف الإدارات، غير أن معاناة ابنه تتواصل دون أن يجد أياد تمتد إليه علها تخفف عنه القليل، هو الذي يعمل سائقا ببلدية قصر البخاري بأجر لا يتعدى 8000 دج• ريحانة: من يخلصني من الورم؟ حكاية الملاك "شريف هديل ريحانة" لا تختلف عن قصة أنيس من حيث المعاناة، الفقر، وقلة ذات اليد، فريحانة ولدت بتشوه خلقى، تشكو من وجود أحجار على مستوى "المرارة" يبلغ طول الواحد منها 3.5 سم، ومن "البعج" وكذا ثقب على مستوى القلب، وهي ممنوعة حتى من شرب الدواء ويستوجب طبيعة مرضها تغيير وضعية نومها كل خمس دقائق حتى لا تختنق ولتخفيف قليلا من ألمها• عائلة ريحانة تقطن بغرفة واحدة بحي الجمهورية بالكاليتوس، والدها عاطل عن العمل، وأخبرنا أنه طرق مختلف الأبواب دون جدوى، يتألم في اليوم ألف مرة وهو يشاهد أصغر بناته الثلاث تتألم ولا يكف فاهها عن البكاء، ولنتصور حالة رضيعة تشكو من آلام وجود أحجار على مستوى "المرارة" هذه الآلام التي لا يمكن للكبار تحملها بالنظر لحدتها، فما بالنا برضيعة لايتعدى سنها سبعة أشهر!؟ ريحانة تتقطع اليوم ألما بين أسوار بيت العائلة تبكي ولا أحد مد يده البيضاء ليخلصها من آلام لا تطاق•• جواب واحد يردده الأطباء على مسامع ذوي الملاكين أنيس وريحانة: لا أمل في شفائهما هنا ، علاجهما بالخارج، وحالة واحدة تجمع ذويهما الفقر، وقلة ذات اليد، ليبقى نداءهما موجها لذوي القلوب الرحيمة وإلى وزراء العمل، التضامن والصحة قصد التكفل بعلاجهما في الخارج•• هما الآن وفي هذه اللحظات يبكيان ألما••• فهل من أيادي رحيمة يدونها التاريخ بأحرف من ذهب تمتد إليهما حانية ورءوفة بحالهما