كشف لعلاوي بلمخي عضو مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة أن عودة الشيخ عبد الله جاب الله إلى حركة النهضة تكون وفق القرار الذي اتخذته مؤسسات الحركة أي دون قيد أو شرط، ويعكس هذا الموقف توجه يتبناه العديد من القياديين في تشكيلة فاتح ربيعي الذين يرفضون تزعم الشيخ جاب الله للحركة واستعادته لمكانته التي خسرها منذ سنوات. أوضح لعلاوي بلمخي النائب البرلماني السابق وعضو مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة في اتصال أجرته معه "صوت الأحرار" أن عودة عبد الله جاب الله إلى حركة النهضة تكون وفق القرار الذي اتخذه مجلس الشورى الوطني للحركة أي "دون قيد أو شرط"، وهي إشارة واضحة على رفض العديد من العناصر القيادية في الحركة تزعم الشيخ جاب الله للحركة التي غادرها منذ سنوات بعد حرب طاحنة مع خصومه الذين لا يزال جلهم في قيادة الحزب في الوقت الحالي. وردا على "صوت الأحرار" بخصوص استحالة أن نتصور أن يعود الشيخ عبد الله جاب الله إلى "بيته القديم" كمجرد مناضل عادي، قال بلمخي "السؤال يوجه إلى جاب الله إن كان يرضى فعلا أن ينضم إلى الحزب دون قيد أو شرط"، وكان أمين عام حركة النهضة فاتح ربيعي الذي يعتبر من أكثر المؤيدين لعودة جاب الله إلى حركة النهضة قد أكد للصحافة بأنه قد حان الأوان لكي تستعيد الحركة قوتها وتجذرها الشعبي، وفهم الجميع من هذا التصريح أن قيادة الحركة تعول على القوة الكاريزمية التي يتمتع بها الشيخ عبد الله جاب الله لاستعادة مجدها الضائع، وأكد لعلاوي بلمخي في هذا الشأن "أنا لا أؤمن بسحر الأشخاص، بل بقوة المؤسسات، علما أن النهضة مبنية على المؤسسات وليس على الزعامات أو الأشخاص.."، وأضاف نفس المتحدث بأن استعادة قوة النهضة يكون عبر الفعل التراكمي والقيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها أي مناضل وفي أي مستوى. ولاحظ لعلاوي بلمخي بأن حركة النهضة مفتوحة لجاب الله ولغيره، فالحركة لا تتبنى خيار الإقصاء ولا يمكن لها أن تحرم أي شخص من الانضمام إليها والنضال في صفوفها، واستطرد نفس المتحدث بان هذه العودة أو هذا الانضمام له شروطه . وفيما نفت مصادر قيادية من حركة النهضة ومقربين من جاب الله حسم مسألة عودة الزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني إلى النهضة وأكدت بأن النقاش لا يزال قائما حول هذه المسألة، كشفت مصادر إعلامية أن الشيخ جاب الله وقيادة حركة ربيعي سوف يعلنون عن هذه العودة خلال ندوة وطنية تعقد لهذا الغرض في منتصف مارس القادم، وكشفت مصادر ذات صلة بالموضوع أن الاتصالات التي جرت بين الشيخ جاب الله وفاتح ربيعي فضلا عن عدد من القيادات في الحركة المتحمسة لعودة جاب الله تركزت على فكرة تسلم جاب الله لرئاسة الحركة على أن يحتفظ فاتح ربيعي بمنصب أمين عام الحزب، ويرتقب أن تتم معالجة هذا الموضوع على مستوى مؤسسات الحركة لرفع الحرج بخصوص إنشاء هذا المنصب الجديد. وكان الشيخ جاب الله قد أطيح به من حركة النهضة قبل سنة 99 في إطار صراع مرير مع مجموعة أدمي التي اتهمته بالتفرد في السلطة وإدارة الحركة رغم القوة التي كانت تتمتع بها الحركة في تلك الفترة حسب ما يشهد عليه عدد المقاعد التي تحصلت عليه الحركة في تشريعيات 97 رغم التزوير المفضوح الذي طبع هذا الموعد الانتخابي، ولم تدم "العطالة السياسية" للشيخ جاب الله طويلا حيث تمكن من تأسيس حزب جديد هو حركة الإصلاح الوطني، وهو الحزب الوحيد الذي تحصل على اعتماد وزارة الداخلية منذ رئاسيات 99، واعتمد جاب الله في تأسيس هذه الحركة على نواب حركة النهضة الذين انشقوا عن حزبهم، وهم نفسهم الذين أسسوا فيما بعد ما سمي بالحركة لتقويمية وتمكنوا من إزاحة زعيمهم جاب الله من رئاسة حركة الإصلاح الوطني متهمين إياه بالتفرد والاستبداد في إدارة شؤون الحزب.